إسرائيل تطلق عملية "تضييق الخناق" لاستهداف آخر مقاتلي حماس في رفح
أفادت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، أن الجيش الإسرائيلي قد بدأ تنفيذ عملية عسكرية محددة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. أُطلق على هذه العملية اسم "تضييق الخناق"، وتهدف بشكل أساسي إلى محاصرة وتصفية ما يعتقد أنها آخر مجموعة منظمة من مقاتلي وحدة "النخبة" التابعة لحركة حماس، والذين يُقدر عددهم بنحو 24 مقاتلاً يتحصنون في شبكة الأنفاق المعقدة تحت المدينة.
خلفية العملية العسكرية
تأتي هذه العملية في سياق الحرب المستمرة في قطاع غزة، والتي دخلت شهرها لعدة أشهر. لطالما صرح المسؤولون الإسرائيليون بأن رفح هي المعقل الأخير لحركة حماس، وأن تحقيق أهداف الحرب، المتمثلة في تفكيك القدرات العسكرية للحركة، يتطلب عملية عسكرية في المدينة. ومع ذلك، قوبلت خطط شن هجوم واسع النطاق على رفح بمعارضة دولية شديدة، نظراً لوجود أكثر من مليون نازح فلسطيني لجأوا إليها من مناطق أخرى في القطاع، مما أثار مخاوف من كارثة إنسانية وشيكة.
ويبدو أن عملية "تضييق الخناق" تمثل نهجاً تكتيكياً مختلفاً، يركز على أهداف دقيقة وعمليات جراحية بدلاً من اجتياح بري كامل، ربما في محاولة لتجنب بعض الانتقادات الدولية مع الاستمرار في ممارسة الضغط العسكري على حماس.
التطورات الميدانية وتفاصيل العملية
وفقًا للمعلومات المتداولة، تعتمد استراتيجية الجيش الإسرائيلي في هذه العملية على الحصار الموضعي وتكثيف الأنشطة الاستخباراتية لتحديد مواقع المقاتلين المستهدفين بدقة داخل الأنفاق. وتشمل التكتيكات المستخدمة عزل مناطق محددة في رفح، وشن غارات جوية ومدفعية مركزة، بالإضافة إلى استخدام وحدات هندسية متخصصة في حرب الأنفاق. الهدف هو قطع طرق الإمداد والتواصل عن المقاتلين المحاصرين وإجبارهم على الخروج أو القضاء عليهم في مواقعهم.
تركز العملية بشكل خاص على مقاتلي وحدة "النخبة"، التي تعتبر من أكثر الوحدات تدريباً وتجهيزاً داخل كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس. وتعتقد القيادة العسكرية الإسرائيلية أن القضاء على هذه المجموعة المتبقية سيوجه ضربة قاصمة للقدرات التنظيمية للحركة في جنوب القطاع.
الأهداف المعلنة والاستراتيجية
صاغت إسرائيل أهدافًا واضحة لهذه العملية المحدودة، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- القضاء على القيادات الميدانية: استهداف وإنهاء وجود المقاتلين الـ 24 المتبقين من وحدة النخبة في رفح.
- تدمير البنية التحتية تحت الأرض: تدمير أجزاء حيوية من شبكة الأنفاق التي تستخدمها حماس للقيادة والسيطرة والتنقل.
- منع إعادة التنظيم: ضمان عدم تمكن حماس من إعادة تجميع صفوفها واستخدام رفح كقاعدة لشن هجمات مستقبلية.
- جمع المعلومات الاستخباراتية: الحصول على معلومات قيمة من خلال العمليات الميدانية حول هيكلية حماس المتبقية وخططها.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكتسب عملية "تضييق الخناق" أهمية استراتيجية كبيرة لكلا الطرفين. بالنسبة لإسرائيل، يمثل نجاحها خطوة مهمة نحو تحقيق هدفها المتمثل في تفكيك حماس، وقد يوفر لها ورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية. أما بالنسبة لحماس، فإن صمود هذه المجموعة الصغيرة من المقاتلين قد يمثل نصراً رمزياً وقدرة على الاستمرار في المقاومة.
على الصعيد الإنساني، ورغم كونها عملية محدودة، إلا أنها تزيد من تفاقم الوضع المأساوي في رفح. فالقصف والعمليات العسكرية في مناطق مكتظة بالنازحين يهددان حياة المدنيين ويزيدان من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية. ويبقى مستقبل رفح وسكانها معلقاً بنتائج هذه العملية وتطورات الصراع الأوسع نطاقاً.




