نصر الله يتوعد بالرد على اغتيال إسرائيل لقيادي بارز في الحزب ويؤكد أن الرد آتٍ في الوقت المناسب
في خطاب يعكس حجم التوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن الحزب يحتفظ بحقه الكامل في الرد على اغتيال إسرائيل للقيادي البارز في صفوفه، وسام حسن الطويل، المعروف أيضاً بلقب "الحاج جواد الطبطبائي". وجاءت تصريحاته خلال كلمة متلفزة في أوائل يناير 2024، مشدداً على أن هذا "العدوان لن يمر دون عقاب"، وأن الحزب هو من سيحدد توقيت وشكل الرد بما يخدم استراتيجيته ومصلحة لبنان.

خلفية التصعيد الأخير
تأتي هذه التطورات في أعقاب مقتل وسام الطويل، وهو أحد أبرز القادة العسكريين في قوة الرضوان، وحدة النخبة في حزب الله، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة خربة سلم جنوب لبنان بتاريخ 8 يناير 2024. ويُعد الطويل المسؤول الأعلى رتبة في الحزب الذي يُقتل منذ بدء المواجهات الحدودية في أكتوبر 2023، مما يجعل اغتياله تصعيداً نوعياً في الصراع الدائر. ووفقاً لمصادر متعددة، كان للطويل دور محوري في إدارة العمليات العسكرية للحزب على الجبهة الجنوبية ضد إسرائيل.
مضمون خطاب نصر الله وسياقه
أوضح نصر الله في خطابه أن اغتيال قادة الحزب على الأراضي اللبنانية هو تجاوز للخطوط الحمراء، وأن الصمت حياله قد يغري إسرائيل بتوسيع دائرة استهدافاتها. ومع ذلك، حملت كلماته رسائل مزدوجة، حيث جمعت بين التهديد الحازم بالرد الحتمي، وبين التأكيد على أن الحزب لا يسعى إلى حرب شاملة، بل يدير المعركة بـ"حكمة وبصيرة". وأشار إلى أن الرد على اغتيال الطويل، وكذلك على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في بيروت قبلها بأيام، هو أمر محسوم ولكنه مرتبط بحسابات دقيقة لتجنب الانزلاق إلى مواجهة واسعة قد لا تكون في مصلحة لبنان في الظرف الراهن.
- التأكيد على حتمية الرد: شدد نصر الله على أن دماء القادة لن تذهب هدراً، وأن الرد على الاغتيال قادم لا محالة.
- ضبط النفس الاستراتيجي: أوضح أن قيادة الحزب هي التي تقرر طبيعة الرد ومكانه وزمانه، بما يضمن تحقيق الردع دون إشعال حرب واسعة.
- ربط الأحداث بالصراع الإقليمي: وضع نصر الله هذه الاغتيالات في سياق المواجهة الأوسع مع إسرائيل ودعماً لقطاع غزة، مؤكداً أن الجبهة اللبنانية ستبقى نشطة طالما استمر العدوان على غزة.
الأهمية والتداعيات المحتملة
يكتسب هذا الحدث أهمية بالغة لعدة أسباب؛ أولاً، يمثل استهداف قائد بحجم وسام الطويل ضربة عملياتية لحزب الله ورسالة إسرائيلية واضحة بقدرتها على الوصول إلى شخصيات قيادية. ثانياً، يضع خطاب نصر الله المنطقة أمام حالة من الترقب الحذر، حيث بات الرد من حزب الله متوقعاً، لكن توقيته وشكله لا يزالان غامضين، مما يرفع من منسوب القلق من سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة. وتتركز الجهود الدبلوماسية الدولية حالياً على احتواء الموقف ومنع توسع رقعة الصراع، الذي يقتصر حتى الآن على اشتباكات شبه يومية على طول الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل.



