الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل استهداف القيادي في حزب الله هيثم الطبطبائي
كشف الجيش الإسرائيلي عن تفاصيل جديدة حول الغارة الجوية الدقيقة التي أدت إلى مقتل القيادي البارز في حزب الله، هيثم علي الطبطبائي، في الضاحية الجنوبية لبيروت أواخر شهر سبتمبر 2024. وتقدم هذه المعلومات المعلنة رؤية أعمق للطبيعة الاستخباراتية للعملية، التي تمثل جزءاً من سلسلة ضربات استهدفت قيادات الصف الأول في الحزب.

تفاصيل العملية المعلنة
وفقًا للمعلومات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، استندت العملية إلى معلومات استخباراتية دقيقة ومؤكدة حددت موقع الطبطبائي داخل شقة سكنية في قلب الضاحية الجنوبية. وأشارت المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى أن الهجوم نُفذ بشكل مفاجئ وبدون أي تحذير مسبق، مثل سياسة "طرق الأسطح" التي تستخدم في سياقات أخرى، وذلك لضمان القضاء على الهدف ومنعه من الفرار.
تؤكد هذه التفاصيل أن الغارة كانت عملية "جراحية" تهدف إلى تحييد الطبطبائي تحديدًا، مع محاولة لتقليل الأضرار الجانبية قدر الإمكان في منطقة سكنية مكتظة. ويعكس هذا الأسلوب اعتماد إسرائيل على قدراتها التكنولوجية والاستخباراتية للوصول إلى أهداف ذات قيمة عالية داخل معاقل حزب الله.
الأهمية الاستراتيجية للهدف
يُعتبر هيثم الطبطبائي، المعروف أيضًا بلقب "أبو علي الطبطبائي"، أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله. وقد شغل منصب قائد قوة الرضوان، وهي وحدة النخبة في الحزب المسؤولة عن العمليات الهجومية الخاصة، والتي يُنظر إليها على أنها رأس الحربة في أي مواجهة برية مستقبلية مع إسرائيل.
وبحكم منصبه، كان الطبطبائي مسؤولاً عن تخطيط وتنسيق العديد من العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية على طول الحدود الشمالية. ولذلك، يمثل مقتله ضربة كبيرة للقدرات العملياتية لحزب الله، خاصة فيما يتعلق بخططه الهجومية، ويخلق فراغًا قياديًا في واحدة من أهم وحداته العسكرية.
السياق والتداعيات
يأتي هذا الاستهداف في سياق تصعيد كبير ومستمر بين إسرائيل وحزب الله منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023. وقد شنت إسرائيل خلال هذه الفترة حملة مركزة لاغتيال كبار قادة الحزب بهدف إضعاف هيكله القيادي والعسكري. وقد سبق مقتل الطبطبائي استهداف قادة آخرين رفيعي المستوى، مما يشير إلى تحول في استراتيجية المواجهة.
يرى محللون أن كشف إسرائيل عن تفاصيل هذه العملية يخدم عدة أهداف، منها ردع حزب الله عبر إظهار مدى الاختراق الاستخباراتي، بالإضافة إلى رفع معنويات الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ومن ناحية أخرى، يثير هذا التصعيد مخاوف من توسع رقعة الصراع وتحوله إلى حرب شاملة، حيث يتوعد حزب الله عادة بالرد على استهداف قادته.



