إسرائيل تعرض تقديم معلومات للمساعدة في تحديد مواقع جثث الرهائن بغزة
في تطور لافت ضمن الجهود الدبلوماسية المتعلقة بالحرب في غزة، أفادت تقارير حديثة بأن إسرائيل أبدت استعدادها لتقديم معلومات استخباراتية للمساعدة في تحديد أماكن جثث الرهائن الذين توفوا أثناء احتجازهم في القطاع. ويأتي هذا العرض في وقت حرج، حيث تواجه مفاوضات وقف إطلاق النار الشاملة صعوبات كبيرة، وتتزايد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية من قبل عائلات الرهائن للمطالبة بإعادة أحبائهم، سواء كانوا أحياءً أم أمواتًا.
خلفية أزمة الرهائن
بدأت أزمة الرهائن في 7 أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجومًا على جنوب إسرائيل، أسفر عن احتجاز ما يقرب من 250 شخصًا ونقلهم إلى قطاع غزة. وفي نوفمبر الماضي، أدت هدنة مؤقتة بوساطة قطرية ومصرية إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 120 رهينة في غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا وفاة العشرات منهم بناءً على معلومات استخباراتية ونتائج عمليات ميدانية. وتشكل قضية استعادة جثث المتوفين منهم بندًا أساسيًا في أي مفاوضات مستقبلية، نظرًا لأهميتها الدينية والثقافية في إسرائيل، والتي تقتضي دفن الموتى وفقًا للشعائر اليهودية.
تفاصيل العرض الإسرائيلي
وفقًا للمعلومات المتداولة، لا يشمل العرض الإسرائيلي التفاوض المباشر مع حماس بشأن هذه القضية، بل يتمحور حول مشاركة معلومات محددة مع وسطاء دوليين، مثل مصر وقطر، أو منظمات إنسانية كاللجنة الدولية للصليب الأحمر. الهدف من هذه الخطوة هو تسهيل عملية إنسانية بحتة تهدف إلى:
- تحديد المواقع المحتملة التي قد تكون الجثث دفنت فيها داخل قطاع غزة.
 - تمكين جهة ثالثة محايدة من استخراج الرفات والتحقق من هويتها.
 - نقل الجثامين إلى إسرائيل لتسليمها إلى عائلاتها من أجل الدفن اللائق.
 
يُعتقد أن المعلومات التي قد تقدمها إسرائيل تستند إلى تحقيقات مع معتقلين من حماس، وتحليل بيانات استخباراتية، ومعلومات تم جمعها من قبل القوات العاملة في الميدان. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة محاولة لمعالجة أحد الجوانب الأكثر إيلامًا في الأزمة، حتى في غياب اتفاق شامل.
السياق والتطورات الأخيرة
يأتي هذا العرض في ظل تعثر جولات المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس. وتتمسك حماس بمطلبها بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة كشرط لإبرام أي صفقة لتبادل الأسرى والرهائن، وهي شروط ترفضها إسرائيل التي تصر على استمرار حملتها العسكرية حتى القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية. وفي هذا السياق، يمكن النظر إلى المبادرة المتعلقة بجثث الرهائن على أنها محاولة إسرائيلية لإظهار حسن النية، أو كخطوة تكتيكية لتخفيف الضغط الشعبي المتصاعد الذي تمارسه عائلات الرهائن عبر احتجاجات شبه يومية.
الأهمية والتداعيات المحتملة
لهذه المبادرة أهمية كبيرة على عدة مستويات. بالنسبة لعائلات الرهائن المتوفين، فإن استعادة جثامين أبنائهم تمثل ضرورة قصوى لإنهاء حالة عدم اليقين المؤلمة والسماح لهم ببدء عملية الحداد وإقامة مراسم الدفن. وعلى الصعيد السياسي، قد تساهم هذه الخطوة، إذا ما نجحت، في بناء قدر ضئيل من الثقة بين الأطراف المتنازعة عبر الوسطاء، مما قد يفتح الباب أمام تقدم محتمل في ملفات أخرى أكثر تعقيدًا. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه المبادرة مرهونًا بمدى استعداد الأطراف للتعاون على المستوى العملياتي في بيئة عدائية للغاية، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا في ظل استمرار القتال.





