إطلاق مسابقة بورسعيد الفنية الأدبية لاكتشاف ودعم المواهب الواعدة
شهدت محافظة بورسعيد مؤخرًا إعلانًا هامًا يهدف إلى إثراء المشهد الثقافي والفني بها، حيث أعلن اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، عن بدء تنفيذ مسابقة فنية وأدبية كبرى. جاء هذا الإعلان بهدف أساسي هو اكتشاف المواهب الشابة والمبدعين من أبناء المحافظة في مجالات الفن والأدب المتنوعة، وتقديم الدعم اللازم لهم لاحتضان قدراتهم وتنميتها. من المقرر أن تبدأ فعاليات هذه المسابقة البارزة في الخامس عشر من أكتوبر القادم، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الطاقات الإبداعية في بورسعيد.

تأتي هذه المبادرة ضمن جهود المحافظة المستمرة لتعزيز الحراك الثقافي ودعم الفنون كركيزة أساسية لتنمية المجتمع. وقد أوضح المحافظ خلال تصريحاته أن المسابقة ستعمل على توفير منصة مثالية للموهوبين لتقديم أعمالهم والحصول على التوجيه والرعاية، مؤكداً على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري الإبداعي لضمان مستقبل ثقافي مزدهر للمدينة.
خلفية وأهمية المبادرة
تُعرف بورسعيد بتاريخها العريق ومكانتها كمدينة ساحلية ذات طابع ثقافي خاص، وقد شهدت عبر سنوات عديدة إسهامات فنية وأدبية بارزة. ومع ذلك، غالبًا ما تواجه المواهب الشابة صعوبات في إيجاد الفرص المناسبة للظهور والدعم. تبرز أهمية هذه المسابقة في كونها استجابة مباشرة لهذه الحاجة، حيث تسعى لردم الفجوة بين الإبداع الكامن والفرص المتاحة.
تعتبر مثل هذه المبادرات الحكومية ضرورية للغاية لعدة أسباب، منها:
- تنمية المواهب المحلية: توفير بيئة حاضنة لاكتشاف وتطوير الفنانين والكتاب الصاعدين من أبناء المحافظة، الذين قد لا يجدون طرقًا أخرى للوصول إلى الجمهور أو الحصول على التدريب المتخصص.
 - إثراء المشهد الثقافي: تساهم المسابقة في ضخ دماء جديدة في شرايين الحياة الثقافية ببورسعيد، مما يؤدي إلى زيادة الأنشطة الفنية والأدبية وتنوعها.
 - تعزيز الهوية الثقافية: دعم الفن والأدب المحلي يعزز من الشعور بالهوية والانتماء للمدينة ويبرز تراثها وخصوصيتها الثقافية.
 - الاستثمار في الشباب: توجيه طاقات الشباب نحو الإبداع يساهم في بناء جيل واعٍ ومثقف، ويقلل من الانجراف نحو أنشطة سلبية.
 - دعم الاقتصاد الإبداعي: على المدى الطويل، يمكن أن تساهم هذه المسابقات في خلق فرص عمل جديدة في الصناعات الإبداعية والثقافية.
 
تفاصيل المسابقة وآلية العمل
ستشمل المسابقة مجالات واسعة ومتنوعة في الفن والأدب، تشمل على سبيل المثال لا الحصر: الشعر (بأنواعه الفصيح والعامي)، القصة القصيرة، الرواية، الرسم (بمدارسه المختلفة)، النحت، التصوير الفوتوغرافي، والموسيقى. سيتم الإعلان عن تفاصيل محددة بشأن شروط التقديم ومعايير التحكيم في الأيام القادمة، لكن من المتوقع أن تركز على الأصالة، الإبداع، والجودة الفنية للأعمال المقدمة.
تتم المسابقة تحت إشراف الفنان القدير عبد الرحيم حسن، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال الفنون وله باع طويل في اكتشاف ودعم المواهب. سيشرف السيد حسن على لجنة تحكيم تضم نخبة من المتخصصين والأكاديميين في مختلف المجالات لضمان الشفافية والعدالة في تقييم الأعمال المشاركة. ستكون مهمتهم لا تقتصر فقط على اختيار الفائزين، بل أيضًا على تقديم ملاحظات بناءة للمشاركين للمساعدة في تطوير مهاراتهم.
أما عن الدعم المقدم للمواهب المكتشفة، فمن المتوقع أن يشمل ذلك:
- جوائز تقديرية ومادية: لتحفيز الفائزين على مواصلة مسيرتهم الإبداعية.
 - ورش عمل تدريبية: لصقل مهاراتهم وتزويدهم بالمعرفة التقنية والفنية اللازمة.
 - فرص عرض الأعمال: تنظيم معارض فنية وأمسيات أدبية لعرض أعمال الفائزين والمشاركين المتميزين للجمهور.
 - توجيه وإرشاد: ربط المواهب بالخبراء والمحترفين في مجالاتهم لتقديم الدعم والإرشاد المستمر.
 - فرص نشر: دعم نشر الأعمال الأدبية المتميزة أو توثيق الأعمال الفنية.
 
تتجه الأنظار إلى محافظة بورسعيد مع اقتراب موعد انطلاق المسابقة في منتصف أكتوبر، حيث يتطلع الكثيرون إلى رؤية المواهب الجديدة التي ستفرزها هذه المبادرة الطموحة.
التأثير المتوقع والمستقبل
من المتوقع أن يكون لهذه المسابقة تأثير إيجابي كبير على الحراك الثقافي في بورسعيد. فهي لا تقدم فقط فرصة للمواهب الفردية، بل تعمل أيضًا على خلق مجتمع فني وأدبي أكثر ترابطًا وتفاعلاً. ستساهم في تشجيع روح المنافسة الإيجابية والإبداع، وستلهم أجيالًا جديدة من الفنانين والكتاب للانخراط في مجالات الفن والأدب.
على المدى الطويل، يمكن أن تصبح هذه المسابقة حدثًا سنويًا راسخًا في أجندة بورسعيد الثقافية، مما يعزز مكانة المدينة كمركز إبداعي في مصر. كما أنها تعكس التزام القيادة المحلية بدعم الثقافة والفنون كجزء لا يتجزأ من التنمية الشاملة للمحافظة. إن الاهتمام بالمواهب الشابة هو استثمار في مستقبل بورسعيد الثقافي والاقتصادي، ويمهد الطريق لظهور نجوم جدد في سماء الإبداع المصري.
تترقب الأوساط الثقافية والفنية في بورسعيد وخارجها بفارغ الصبر انطلاق هذه المسابقة، التي تعد خطوة مهمة نحو بناء جيل جديد من المبدعين قادر على إثراء الحياة الثقافية في مصر.




