إعدامات ميدانية في غزة: حماس تسعى لفرض النظام ومواجهة "المتعاونين"
في ظل استمرار الصراع وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، تشير تقارير ميدانية من الأسابيع الأخيرة إلى أن حركة حماس بدأت بتنفيذ إجراءات أمنية صارمة تشمل إعدامات ميدانية بحق أفراد متهمين بالتعاون مع إسرائيل أو بإثارة الفوضى الداخلية. تأتي هذه التحركات في سياق محاولات الحركة لإعادة فرض سيطرتها وتأكيد سلطتها في مواجهة فراغ أمني متزايد وتحديات داخلية خطيرة تهدد بنيتها الحاكمة.

خلفية الانهيار الأمني
أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية المدنية والأمنية في قطاع غزة، بما في ذلك مقار الشرطة ومراكز الحكم المحلي. هذا الوضع أدى إلى انهيار شبه كامل لمنظومة القانون والنظام، مما فتح المجال أمام ظهور جماعات مسلحة وعشائرية وعصابات إجرامية تسعى لفرض نفوذها. وقد تركز نشاط هذه المجموعات بشكل خاص على نهب شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، مما فاقم من الأزمة الإنسانية وحوّل توزيع الإغاثة إلى نقطة صراع ونفوذ.
تطورات الحملة الأمنية لحماس
لمواجهة هذا الواقع، كثفت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، وفي بعض الحالات عناصر من جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، من عملياتها الميدانية. وبحسب مصادر متعددة، قامت هذه القوات بتنفيذ إعدامات علنية بحق عدد من الأشخاص في مناطق مختلفة من القطاع. وتنوعت الاتهامات الموجهة لهؤلاء بين:
- التخابر مع الجيش الإسرائيلي وتقديم معلومات أدت إلى استهداف مواقع أو أفراد.
 - المشاركة في أعمال سلب ونهب للمساعدات الإنسانية.
 - الضلوع في أنشطة تهدف إلى إشاعة الفوضى وتحدي سلطة الحركة.
 
تهدف هذه الإجراءات، التي تتم دون محاكمات رسمية، إلى إرسال رسالة ردع قوية لكل من يفكر في تحدي سلطة حماس أو استغلال الفوضى لتحقيق مكاسب شخصية. وتنظر الحركة إلى هذه التحركات كضرورة حتمية لمنع الانهيار الكامل للمجتمع والحفاظ على ما تبقى من مظاهر السيطرة.
الأهمية والسياق السياسي
تكتسب هذه التطورات أهمية بالغة لأنها تعكس استراتيجية حماس للبقاء كقوة مهيمنة في غزة، حتى في ظل الضغط العسكري الهائل. فمن خلال قمع التحديات الداخلية بقوة، تؤكد الحركة أنها لا تزال تملك القدرة على إدارة الشؤون الأمنية وترفض بشكل قاطع أي سيناريوهات لمستقبل غزة لا تشملها. كما تسلط هذه الأحداث الضوء على الصراع المعقد حول السيطرة على الموارد الشحيحة، وخاصة المساعدات، التي أصبحت أداة رئيسية للنفوذ في ظل الأزمة الحالية.
الآثار وردود الفعل
على الصعيد الداخلي، خلقت هذه الإعدامات مناخاً من الخوف والترقب، حيث يرى بعض السكان أنها شر لا بد منه لاستعادة درجة من النظام، بينما تثير قلق منظمات حقوقية بشأن غياب الإجراءات القانونية الواجبة واللجوء إلى القتل خارج نطاق القضاء. وعلى المستوى الدولي، تعقد هذه الممارسات المشهد الإنساني والسياسي، وتضيف طبقة أخرى من التعقيد أمام الجهات الدولية التي تحاول تنسيق جهود الإغاثة والبحث عن حلول مستدامة لمستقبل القطاع بعد انتهاء الحرب.




