اتهام إيمي سالم لمحمود الليثي وطارق الشيخ بسرقة لحن أغنيتها يثير الجدل
في تطور لافت في الساحة الفنية المصرية، أثارت الفنانة إيمي سالم ضجة واسعة باتهامها العلني للمطربين الشعبيين البارزين محمود الليثي وطارق الشيخ بسرقة لحن أغنيتها الخاصة. يتركز الخلاف حول التشابه الملحوظ، بحسب سالم، بين لحن أغنيتها التي تحمل عنوان "كاريزما" والأغنية الجديدة للمطربين "تاجر السعادة"، مما فتح باب النقاش مجددًا حول حقوق الملكية الفكرية في صناعة الموسيقى والنزاعات المتعلقة بالإبداع الفني.

خلفية القضية
تُعد إيمي سالم فنانة متعددة المواهب، حصدت شهرة واسعة في مجالات التمثيل والغناء على حد سواء. وقد حققت أغنيتها "كاريزما"، التي صدرت في وقت سابق، انتشارًا مقبولًا بفضل لحنها المميز وكلماتها الجذابة، ما جعلها راسخة في ذاكرة جمهورها. من جهة أخرى، يمثل كل من محمود الليثي وطارق الشيخ ركيزتين أساسيتين في الغناء الشعبي المصري، ويتمتعان بقاعدة جماهيرية عريضة بفضل أعمالهما التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة. أغنيتهما الأخيرة "تاجر السعادة" صدرت مؤخرًا ولاقت انتشارًا سريعًا عبر المنصات الرقمية والمحطات الإذاعية، إلا أن هذا الانتشار تزامن مع اتهام سالم الذي حول الأضواء إليها.
الجدير بالذكر أن عالم الموسيقى يشهد بين الحين والآخر خلافات تتعلق بالملكية الفكرية، سواء كان ذلك حول الألحان أو الكلمات أو التوزيع الموسيقي. وتُعد هذه القضايا حساسة للغاية لأنها تمس حقوق المبدعين وأصل أعمالهم الفنية التي تمثل سنوات من الجهد والابتكار. ويُظهر هذا الحادث كيف يمكن أن تتصاعد مثل هذه الخلافات بسرعة لتشغل الرأي العام وتثير تساؤلات حول آليات حماية الإبداع في المجال الفني في ظل التطور التكنولوجي وسهولة الوصول إلى المحتوى الموسيقي.
تطورات الاتهام
بدأت الأزمة تتكشف تفاصيلها مطلع هذا الأسبوع عندما نشرت الفنانة إيمي سالم عبر حساباتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة منشورات وتصريحات قوية، اتهمت فيها صراحة محمود الليثي وطارق الشيخ بسرقة لحن أغنيتها "كاريزما". وقد استعرضت سالم في بعض المقاطع الصوتية والمرئية، التي نشرتها، الأجزاء المتشابهة بين اللحنين، مؤكدة أن التشابه لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة عابرة بل هو اقتباس مباشر للجزء الأساسي من لحن أغنيتها.
وفقًا لمصادر مقربة من الفنانة، فقد حاولت سالم في البداية التواصل مع الطرفين لتسوية الأمر وديًا، إلا أن هذه المحاولات لم تسفر عن نتيجة تُرضي جميع الأطراف. دفعها ذلك إلى اللجوء للعلن، بهدف حماية حقوقها الفنية وإثارة الوعي بهذه القضية التي تتجاوز خلافًا شخصيًا إلى مسألة مبدئية تتعلق بحقوق المبدعين. وقد رد بعض المتابعين والخبراء الموسيقيين على هذه الاتهامات بالاستماع إلى الأغنيتين، حيث أشار البعض إلى وجود تشابهات ملحوظة في بعض المقاطع اللحنية، بينما رأى آخرون أن هذا التشابه قد يكون جزءًا من "الإلهام" أو "التأثر" الشائع في بعض الأنماط الموسيقية، خاصة في اللون الشعبي الذي يعتمد على قوالب لحنية متقاربة.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر تعليق رسمي مفصل من محمود الليثي أو طارق الشيخ أو ممثليهم بخصوص الاتهام الموجه إليهما. ويترقب الجمهور والمتابعون للمشهد الفني أي ردود أو بيانات من الطرفين لتوضيح موقفهما من هذه القضية الشائكة التي تستحوذ على اهتمام واسع.
ردود الأفعال وتأثيرها على الصناعة
أثارت قضية اتهام إيمي سالم ردود أفعال واسعة في الأوساط الفنية والجماهيرية على حد سواء. فقد انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض للاتهامات، حيث دعا البعض إلى دعم الفنانة في سعيها لحماية حقوقها، مشددين على أهمية الحفاظ على الملكية الفكرية، بينما حذر آخرون من التسرع في الحكم قبل ظهور كافة الحقائق أو صدور حكم قضائي نهائي، مشيرين إلى تعقيدات قضايا التعدي على حقوق الملكية الفكرية في الموسيقى.
على مستوى الصناعة الموسيقية، أعادت هذه الحادثة تسليط الضوء على أهمية قوانين حماية الملكية الفكرية وضرورة تطبيقها بصرامة ووضوح. فلطالما كانت سرقة الألحان أو الكلمات قضية مؤرقة للفنانين في المنطقة، مما يؤثر سلبًا على الإبداع ويحد من حماس الفنانين لتقديم أعمال أصلية خشية استغلالها. يرى العديد من النقاد والملحنين أن وجود آليات واضحة وقوية للتحقق من الأصالة ولإثبات حقوق الملكية الفكرية أصبح أمرًا حتميًا لضمان استمرارية التطور الفني وتحفيز المبدعين. وقد تلعب هذه القضية دورًا في:
- تشديد الرقابة على أعمال التلحين والتوزيع الموسيقي الجديدة قبل طرحها.
 - رفع الوعي بين الفنانين بحقوقهم وسبل حمايتها قانونيًا وإجرائيًا.
 - تفعيل دور النقابات والجهات القضائية في فض النزاعات المشابهة بشكل أسرع وأكثر عدالة.
 
التداعيات القانونية والخطوات المستقبلية
على الرغم من أن الفنانة إيمي سالم لم تعلن بعد عن اتخاذها لإجراءات قانونية رسمية، فإن طبيعة هذا الاتهام تشير إلى احتمال كبير لتصعيد القضية إلى القضاء في حال عدم التوصل إلى تسوية ودية. في حالة تقديم شكوى رسمية، ستقوم الجهات القضائية المختصة بالتحقيق في مدى التشابه بين اللحنين المتنازع عليهما، وجمع الأدلة من خبراء الموسيقى والمحللين الفنيين لتحديد ما إذا كانت هناك جريمة سرقة لحن قد وقعت بالفعل أم أن التشابه يقع ضمن حدود التأثر الفني المسموح به.
من المتوقع أن يتابع الجمهور هذه القضية باهتمام بالغ، ليس فقط لمعرفة مصير الأغنية المتنازع عليها أو تداعياتها على مسيرة الفنانين الثلاثة، بل أيضًا لما ستحمله من رسائل حول مستقبل حماية حقوق الملكية الفكرية في المشهد الموسيقي العربي. فكل حكم يصدر في مثل هذه القضايا يشكل سابقة يمكن الاستناد إليها في نزاعات مستقبلية، مما يعزز من بيئة الإبداع أو يضعفها في المنطقة. تظل الكرة في ملعب الأطراف المعنية سواء بالتوصل إلى تسوية ودية مرضية للجميع، أو باللجوء إلى القضاء لإثبات الحقائق، بينما يراقب العالم الفني تداعيات هذه الأزمة التي قد تشكل نقطة تحول في التعامل مع قضايا سرقة الألحان في مصر والمنطقة العربية.





