اتهام بالسرقة اللحنية: إيمي سالم ضد محمود الليثي وطارق الشيخ بسبب أغنية "كاريزما"
أثار الوسط الفني المصري أمس، الأربعاء 15 مايو 2024، جدلًا واسعًا بعد أن وجهت الفنانة إيمي سالم اتهامات صريحة للمطربين الشعبيين محمود الليثي وطارق الشيخ بسرقة اللحن الأساسي لأغنيتها القديمة "كاريزما". جاء هذا الاتهام المفاجئ عبر منشورات متعددة على حسابات سالم الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشارت إلى تشابه صارخ بين لحن أغنيتها التي صدرت قبل نحو 15 عامًا وأغنية جديدة طرحها الثنائي مؤخرًا تحمل عنوان "لحن الصداقة". هذه التطورات فتحت الباب أمام نقاشات مستفيضة حول حقوق الملكية الفكرية في صناعة الموسيقى والتحديات التي تواجه الفنانين في حماية أعمالهم الإبداعية في ظل التطور التكنولوجي وسهولة انتشار المحتوى.

خلفية الاتهام وتفاصيله
تعود تفاصيل القضية إلى نشر الفنانة إيمي سالم، المعروفة بمسيرتها الفنية المتنوعة التي شملت التمثيل والغناء، مقاطع فيديو ومقارنات صوتية دقيقة على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام. في هذه المقاطع، سلطت سالم الضوء على ما تعتبره سرقة واضحة للحن أغنيتها "كاريزما" التي صدرت في عام 2009. وقد أرفقت سالم هذه المقاطع بتعليقات شديدة اللهجة، معبرة عن صدمتها واستيائها العميق من تكرار مثل هذه الممارسات في الساحة الفنية المصرية. أوضحت سالم أن أغنية "كاريزما" التي صدرت ضمن ألبومها الغنائي آنذاك، لاقت استحسانًا وقتها واعتبرت من الأغاني التي تحمل بصمة مميزة في مشوارها الفني، رغم أنها لم تحقق الانتشار الجماهيري الواسع الذي يميز الأغاني الشعبية. وأشارت إلى أن الأغنية المتهمة بالسرقة، والتي يغنيها محمود الليثي وطارق الشيخ وتحمل اسم "لحن الصداقة"، تحتوي على مقاطع لحنية تكاد تكون مطابقة لأجزاء جوهرية من "كاريزما"، خاصة في المقطع الرئيسي واللازمة.
- تاريخ الأغنية الأصلية: أغنية "كاريزما" للفنانة إيمي سالم صدرت عام 2009.
 - الأغنية المتهمة بالسرقة: أغنية "لحن الصداقة" التي طرحها محمود الليثي وطارق الشيخ مؤخرًا في أبريل 2024.
 - طبيعة التشابه: يتركز الاتهام على التشابه الملحوظ في التكوين اللحني الأساسي، والذي يشكل العمود الفقري للأغنيتين، مؤكدة أن الأمر يتجاوز حدود المصادفة.
 
تداعيات الموقف وردود الفعل الأولية
لم يتأخر رد الفعل من جانب الجمهور وبعض المهتمين بالموسيقى. فقد انقسمت الآراء بين مؤيد لـإيمي سالم، مطالبين بحماية حقوقها الفنية وتطبيق القانون، وبين من رأى أن التشابه قد يكون مصادفة أو ناتجًا عن اقتباس لروح فنية مشتركة متداولة في الأغنية الشعبية. شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيرًا مع منشورات إيمي سالم، حيث تداول المغردون وجمهور الموسيقى مقاطع الأغنيتين لإجراء مقارنات بأنفسهم. انقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض، فالبعض رأى أن التشابه واضح ولا يمكن إنكاره، بينما اعتبر آخرون أن الألحان الشعبية غالبًا ما تتشابه نظرًا لمحدودية السلم الموسيقي وسمات الفلكلور المصري، وأن الأمر قد لا يرقى لدرجة السرقة المتعمدة. وقد استغل البعض هذه الفرصة لإعادة إحياء النقاش حول أهمية توثيق الأعمال الفنية وتسجيلها بشكل دقيق لحماية المبدعين.
أما عن موقف الفنانين المتهمين، محمود الليثي وطارق الشيخ، فلم يصدر حتى الآن بيان رسمي مباشر من جانبهما. ومع ذلك، أفادت بعض المصادر المقربة من الثنائي بأنهما ينفيان هذه الاتهامات بشدة، مؤكدين أن عملهما أصيل وأن اللحن مسجل باسم ملحنهما الخاص، وأن أي تشابه قد يكون محض صدفة أو اختلافًا في وجهات النظر الموسيقية. وتلوح في الأفق إمكانية اتخاذ إجراءات قانونية مضادة في حال تصاعدت حدة الاتهامات أو الإساءة لشخصيهما الفنية.
الأبعاد القانونية وحقوق الملكية الفكرية
تسلط هذه الحادثة الضوء مجددًا على أهمية حقوق الملكية الفكرية في المجال الفني، خاصة في صناعة الموسيقى. فسرقة اللحن أو الاقتباس غير المصرح به يمكن أن يؤدي إلى نزاعات قانونية معقدة ومكلفة. في القانون المصري، يُعد الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية جريمة يعاقب عليها القانون، ويمكن أن تشمل العقوبات غرامات مالية وتعويضات للمتضرر، وقد تصل إلى الحبس في بعض الحالات المتكررة أو المتعمدة. هذا يضع عبئًا كبيرًا على المدعي لتقديم أدلة دامغة.
- دور خبراء الموسيقى: إن إثبات سرقة لحن يتطلب عادةً تدخل خبراء موسيقيين لتقديم تقارير فنية تفصيلية تقارن بين العملين. هذه التقارير تتناول عناصر مثل السلم الموسيقي، الإيقاع، التوزيع الهارموني، وبنية الجمل اللحنية.
 - أهمية تسجيل الأعمال: كما أن تاريخ تسجيل العمل الأصلي يمثل دليلاً قاطعًا على أحقية الملحن الأصلي، وهو ما يعتمد عليه كثيرًا في مثل هذه القضايا.
 - دور جمعيات حماية الحقوق: مثل جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين (ساسيرو)، التي يفترض بها حماية أعمال أعضائها وتطبيق اللوائح المنظمة.
 
ماذا بعد؟ التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التطورات في هذه القضية. فمن جانب إيمي سالم، قد تتجه نحو تصعيد الأمر قانونيًا بتقديم شكوى رسمية إلى الجهات المختصة، مدعومة بتحليلات موسيقية تثبت وجهة نظرها وتطالب بحقوقها كاملة. ومن جانب آخر، قد يلجأ محمود الليثي وطارق الشيخ إلى توضيح موقفهم بشكل علني، أو حتى عرض تسوية خارج المحكمة في حال وجود تشابه غير مقصود، لتجنب الدخول في نزاعات قانونية طويلة الأمد قد تؤثر على مسيرتهما الفنية. تُعد هذه القضية مثالاً جديدًا على التحديات التي يواجهها الفنانون في عصر الرقمنة وسرعة انتشار المحتوى، حيث يصبح من السهل جدًا نسخ الأعمال وإعادة إنتاجها دون الإشارة للمصدر الأصلي أو الحصول على التصريح اللازم. الأمر الذي يستدعي وعيًا أكبر بضرورة احترام الملكية الفكرية وتطبيق القوانين بصرامة لحماية إبداعات الفنانين وضمان حقوقهم.





