"احترمك ولكن!" .. جوان لابورتا يرد على رفض دي يونج اللعب في ميامي ويوجه رسالة إلى ريال مدريد بشأن السوبرليج
في تطورات متزامنة شهدتها الساحة الكروية الأوروبية خلال الأيام الأخيرة من أوائل يونيو 2024، أدلى جوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، بتصريحات مثيرة للجدل تناولت قضيتين رئيسيتين: موقف اللاعب فرانكي دي يونج من المشاركة في مباراة ودية بالولايات المتحدة، والتطورات المتعلقة بمشروع السوبرليج الأوروبي، موجهًا رسالة ضمنية إلى غريمه التقليدي ريال مدريد. تأتي هذه التصريحات في وقت حرج لبرشلونة، الذي يسعى لتجاوز تحدياته المالية والرياضية.

قضية فرانكي دي يونج ورفضه اللعب في ميامي
تصدرت قضية رفض نجم خط الوسط الهولندي، فرانكي دي يونج، السفر مع الفريق إلى ميامي للمشاركة في مباراة ودية ضمن جولة تحضيرية، عناوين الأخبار. جاء رد جوان لابورتا على هذا الموقف بلهجة وصفها البعض بالمتوازنة ولكن الحازمة، حيث نقل عنه قوله: "احترمك ولكن!". تشير التقارير المتداولة إلى أن رفض دي يونج لم يكن بسبب إصابة جسدية مباشرة، بل قد يكون مرتبطًا بخلافات حول بنود عقده أو مستقبله مع النادي، خاصة في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها برشلونة ومحاولاته لضبط سقف الرواتب.
لطالما كان فرانكي دي يونج أحد الركائز الأساسية في تشكيلة برشلونة، وشهدت المواسم الماضية اهتمامًا كبيرًا من أندية أوروبية أخرى بضمه. ورغم تمسك النادي به في أوقات سابقة، فإن الظروف الاقتصادية الراهنة قد تدفع برشلونة لإعادة تقييم أوضاع بعض نجومه ذوي الرواتب المرتفعة. قد يعكس موقف اللاعب توترًا داخليًا بشأن التزاماته التعاقدية ورغبته في ضمان استقراره أو البحث عن فرص أخرى، بينما يسعى النادي للحفاظ على توازنه المالي والرياضي.
- خلفية الرفض: يعتقد أن قرار دي يونج بالامتناع عن السفر لميامي يعود لأسباب تتعلق بوضعه التعاقدي أو شائعات انتقاله المتكررة، وليس لإصابة جسدية حادة.
- رد فعل لابورتا: حملت تصريحات لابورتا نبرة احترام لموقف اللاعب، لكنها أكدت ضمنيًا على ضرورة التزام جميع أفراد الفريق بقرارات الإدارة ومصلحة النادي العليا.
- التداعيات المحتملة: قد يؤثر هذا الموقف على العلاقة بين اللاعب والنادي، وربما يفتح الباب مجددًا لتكهنات حول مستقبله في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، أو يدفع الإدارة لإيجاد حلول توافقية لتجاوز الأزمة.
رسالة لابورتا إلى ريال مدريد وموقف السوبرليج
على صعيد آخر، تطرق جوان لابورتا إلى ملف السوبرليج الأوروبي الذي لا يزال يشكل نقطة خلاف جوهرية في المشهد الكروي. وجه لابورتا رسالة ضمنية إلى ريال مدريد، الذي يعد إلى جانب برشلونة من أبرز المدافعين عن مشروع البطولة الانفصالية. جاءت تصريحات لابورتا في أعقاب اجتماع الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية (ECA) حيث حضر بدعوة خاصة من رئيس الرابطة ناصر الخليفي، ما أثار تساؤلات حول مدى قرب برشلونة من التراجع عن موقفه الداعم للسوبرليج أو البحث عن حل وسط.
يُذكر أن مشروع السوبرليج، الذي أطلق في أبريل 2021، واجه رفضًا واسعًا من قبل الجماهير والاتحادات الكروية وانسحبت معظم الأندية المؤسسة منه، باستثناء ريال مدريد وبرشلونة. ويعتقد أن تصريحات لابورتا قد تكون محاولة لإعادة تموضع برشلونة في الساحة الأوروبية، خاصة بعد الحكم الأخير لمحكمة العدل الأوروبية في ديسمبر 2023، والذي نص على أن قواعد الفيفا واليويفا التي تمنع الأندية من الانضمام لمسابقات جديدة غير مشروعة، مما أعطى دفعة جديدة لمؤيدي السوبرليج.
قد تشير رسالة لابورتا إلى ريال مدريد إلى ضرورة إعادة تقييم الاستراتيجية المشتركة لدعم السوبرليج، أو ربما البحث عن توافق مع اليويفا ورابطة الأندية الأوروبية لتجنب المزيد من الصدامات. برشلونة يواجه ضغوطًا مالية كبيرة ويحتاج إلى استقرار العلاقة مع الهيئات الحاكمة لكرة القدم لضمان مشاركته في البطولات الأوروبية المربحة.
السياق الأوسع وتداعيات تصريحات لابورتا
تُسلط تصريحات جوان لابورتا الضوء على تعقيدات إدارة نادٍ بحجم برشلونة في هذه المرحلة. فالتعامل مع لاعب بقيمة فرانكي دي يونج وموقفه، إلى جانب التنقل بين المصالح المتضاربة لمشروع السوبرليج وبين الحاجة للحفاظ على علاقة جيدة مع اليويفا، يعكس تحديات الإدارة الرياضية والمالية. تحاول إدارة لابورتا تحقيق التوازن بين الأهداف الرياضية الطموحة والواقع الاقتصادي الصعب، مع الحفاظ على مكانة النادي وقيمته في الساحة العالمية.
تُعد هذه التصريحات مؤشرًا على أن برشلونة يسعى للحفاظ على قدرته التنافسية مع ضمان استدامته المالية، الأمر الذي قد يتطلب قرارات صعبة على مستوى اللاعبين، وتغييرات في المواقف الاستراتيجية تجاه المشاريع الأوروبية الكبرى. يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه التحركات على مستقبل النادي، سواء على أرض الملعب أو في كواليس السياسة الكروية.





