الإطار التنسيقي الشيعي يحث العراقيين على مشاركة فعالة في الانتخابات النيابية
دعا الإطار التنسيقي الشيعي، وهو ائتلاف سياسي عراقي بارز يضم معظم القوى السياسية الشيعية الرئيسية، مساء الاثنين، المواطنين العراقيين إلى المشاركة الواسعة والفعالة في الانتخابات التشريعية المقبلة. تأتي هذه الدعوة في سياق جهود مستمرة لتعزيز المسار الديمقراطي في البلاد وضمان تمثيل حقيقي لإرادة الشعب. وقد أكد الإطار أن المشاركة في الانتخابات لا تُعد حقًا دستوريًا فحسب، بل واجبًا وطنيًا يسهم في بناء مستقبل العراق واستقراره، مشدداً على أهمية كل صوت في تحديد مسار العملية السياسية.

خلفية الإطار التنسيقي ودوره السياسي
يُعرف الإطار التنسيقي الشيعي بأنه تحالف يجمع غالبية الفصائل والأحزاب الشيعية المؤثرة في العراق، وقد تشكل بهدف توحيد صفوف هذه القوى وتنسيق مواقفها إزاء القضايا الوطنية المختلفة، خاصة فيما يتعلق بتشكيل الحكومات والتعامل مع التحديات السياسية والأمنية. منذ تأسيسه، لعب الإطار دوراً محورياً في المشهد السياسي العراقي، حيث كان له تأثير كبير في تحديد مسار الحوارات السياسية وتشكيل التحالفات الحكومية بعد الانتخابات. غالبًا ما يُنظر إليه كقوة فاعلة تسعى لضمان مصالح المكون الشيعي داخل النظام السياسي العراقي، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار.
أهمية الانتخابات التشريعية في العراق
تُعتبر الانتخابات التشريعية في العراق حجر الزاوية في بناء الدولة الديمقراطية، حيث تمنح المواطنين فرصة اختيار ممثليهم في مجلس النواب الذي يتولى مهام التشريع وسن القوانين والرقابة على أداء الحكومة. هذه الانتخابات ذات أهمية قصوى لعدة أسباب جوهرية تؤثر بشكل مباشر على مستقبل البلاد:
- تشكيل الحكومة: تحدد نتائج الانتخابات الكتل والأحزاب التي ستشكل الحكومة المقبلة، وبالتالي رسم السياسات العامة للدولة في مختلف القطاعات.
- معالجة التحديات الوطنية: يُتوقع من الحكومة والبرلمان الجديدين معالجة القضايا الملحة التي تؤرق المواطنين، مثل التحديات الاقتصادية، توفير الخدمات الأساسية، مكافحة الفساد المستشري، وتحقيق الأمن والاستقرار الدائم.
- تجديد الشرعية وتعزيز الثقة: المشاركة الواسعة من قبل الناخبين تضفي شرعية أكبر على العملية السياسية وعلى النتائج الانتخابية، مما يعزز ثقة المواطنين في المؤسسات الديمقراطية ويقلل من فرص التشكيك في نزاهتها.
الدعوة إلى المشاركة الفعالة: الأبعاد والتداعيات
تأتي دعوة الإطار التنسيقي للمشاركة الواسعة والفعالة في الانتخابات في ظل تحديات عدة تواجه العملية الديمقراطية في العراق، بما في ذلك مستويات متفاوتة من المشاركة في استحقاقات انتخابية سابقة وشعور بالإحباط لدى بعض الناخبين. تهدف هذه الدعوة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية:
- تعزيز الشرعية الشعبية: كلما زادت نسبة المشاركة، زادت شرعية البرلمان والحكومة المنبثقين عنهما، وهو أمر ضروري لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية بكيان سياسي قوي ومعترف به.
- تعبير دقيق عن الإرادة الشعبية: تضمن المشاركة الواسعة أن تعكس النتائج الانتخابية بدقة أكبر إرادة وتطلعات جميع شرائح المجتمع العراقي، مما يقلل من التهميش ويزيد من الانسجام السياسي.
- التصدي لليأس والإحباط: تسعى هذه الدعوات إلى تبديد شعور اليأس أو الإحباط لدى بعض الناخبين تجاه العملية السياسية، وتشجيعهم على ممارسة حقهم الدستوري كعامل تغيير فعال.
- بناء دولة المؤسسات: تُعتبر الانتخابات فرصة لترسيخ مبادئ دولة القانون والمؤسسات، حيث يتم تداول السلطة سلميًا وديمقراطيًا، بعيداً عن أية ممارسات غير دستورية أو تدخلات.
وتؤكد تصريحات الإطار التنسيقي على أن المسار الديمقراطي في العراق يعتمد بشكل كبير على تفاعل المواطنين ومسؤوليتهم في اختيار من يمثلهم، مشددة على أن صوت كل ناخب يمثل حجر زاوية في بناء عراق قوي، مستقر، ومزدهر، قادر على مواجهة تحدياته الداخلية والخارجية. هذه الدعوة تمثل جزءاً من خطاب سياسي أوسع يهدف إلى تجميع الصفوف وحشد الدعم الشعبي لضمان استمرارية العملية السياسية واستقرارها في البلاد.




