الإكوادور: إحباط مخطط لاغتيال الرئيس نوبوا واعتقال خمسة مشتبه بهم
أعلنت السلطات في الإكوادور عن إحباط مؤامرة كانت تستهدف حياة الرئيس دانيال نوبوا، وذلك بعد عملية أمنية جرت في أواخر مارس 2024 وأسفرت عن اعتقال خمسة أفراد يشتبه في تورطهم بالتخطيط للهجوم. ويأتي هذا الحادث ليسلط الضوء مجددًا على الأزمة الأمنية العميقة التي تعيشها البلاد والتحديات الجسيمة التي تواجه حكومة نوبوا في حربها المفتوحة ضد عصابات الجريمة المنظمة.

تفاصيل العملية الأمنية
وفقًا للتقارير الصادرة عن الشرطة الوطنية الإكوادورية، تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على المشتبه بهم في مدينة غواياكيل، التي تعتبر من أكثر المدن تأثرًا بأنشطة العصابات. تمت العملية خلال زيارة كان يقوم بها الرئيس نوبوا للمدينة للإشراف على مشاريع حكومية. وأشارت المعلومات الأولية إلى أن المعتقلين كانوا يخططون لتنفيذ هجوم مسلح خلال مرور الموكب الرئاسي.
خلال المداهمة، ضبطت السلطات بحوزة المتهمين أسلحة نارية متطورة، بما في ذلك بنادق طويلة المدى، وكميات كبيرة من الذخيرة، ومواد متفجرة. وقد ربطت التحقيقات الأولية بين المشتبه بهم وإحدى العصابات الإجرامية الكبرى الناشطة في البلاد، مما يؤكد أن التهديد لم يكن عملاً فرديًا معزولاً، بل جزءًا من هجوم منظم تقف خلفه شبكات إجرامية قوية.
خلفية الصراع مع العصابات
تأتي محاولة الاغتيال المزعومة في سياق حالة "الصراع المسلح الداخلي" التي أعلنها الرئيس نوبوا في يناير 2024. جاء هذا الإعلان ردًا على تصاعد غير مسبوق في أعمال العنف شملت هجمات على السجون، واختطاف ضباط شرطة، وتفجيرات في عدة مدن، وذلك بعد هروب زعيم عصابة بارز من أحد السجون. ومنذ توليه منصبه في أواخر عام 2023، تبنى نوبوا، وهو أصغر رئيس في تاريخ الإكوادور، نهجًا صارمًا تجاه الجريمة المنظمة، حيث قام بنشر الجيش في الشوارع والسجون وصنف أكثر من 20 عصابة كـ"منظمات إرهابية".
وقد شهدت الإكوادور، التي كانت تعتبر يومًا ما واحة هدوء في أمريكا اللاتينية، تحولاً جذريًا لتصبح نقطة عبور رئيسية لتهريب المخدرات، مما أدى إلى اندلاع حروب دموية بين العصابات المتنافسة على السيطرة على طرق التهريب والموانئ. وقد أدت هذه الحرب إلى ارتفاع معدلات الجريمة بشكل كبير، وشملت اغتيال شخصيات عامة بارزة، مثل المرشح الرئاسي فرناندو فيافيسينسيو في عام 2023، مما أظهر مدى تغلغل هذه الشبكات الإجرامية وقدرتها على تحدي سلطة الدولة بشكل مباشر.
الأهمية والتداعيات
يعكس إحباط هذا المخطط حجم الخطر الشخصي الذي يواجهه الرئيس نوبوا وحكومته، كما يؤكد على أن المواجهة مع العصابات قد دخلت مرحلة خطيرة. ويرى المحللون أن هذه التهديدات تهدف إلى ترهيب القيادة السياسية وإجبارها على التراجع عن سياساتها الأمنية المشددة. ومع ذلك، شدد الرئيس نوبوا في تصريحاته على أنه لن يتراجع عن حربه ضد "الإرهاب"، مؤكدًا أن حكومته ملتزمة باستعادة الأمن والنظام في البلاد.
تُظهر هذه الحادثة أن الاستراتيجية الأمنية للحكومة، رغم تحقيقها بعض النجاحات في خفض معدلات الجريمة الأولية، لا تزال تواجه مقاومة شرسة. كما أنها تضع ضغوطًا إضافية على المؤسسات الأمنية والقضائية لضمان تقديم المتورطين إلى العدالة ومنع وقوع هجمات مستقبلية، في معركة طويلة ومعقدة لإعادة فرض سيادة القانون في الإكوادور.





