الاتحاد المصري للمواي تاي يؤكد أحقيته في إدارة رياضتي الجرابلينج والفنون القتالية المختلطة
شهدت الأوساط الرياضية المصرية مؤخرًا تطورًا لافتًا حول أحقية إدارة رياضتي الجرابلينج والفنون القتالية المختلطة (MMA) في البلاد. ففي بيان رسمي صدر قبل بضعة أيام، أكد الاتحاد المصري للمواي تاي، برئاسة محمد إبراهيم، تمسكه بحقه الكامل في الإشراف على هاتين الرياضتين وتطويرهما. يأتي هذا البيان ردًا على محاولات من جانب الاتحاد المصري للجوجيتسو لضم الجرابلينج والفنون القتالية المختلطة تحت مظلته، وهو ما اعتبره اتحاد المواي تاي مخالفًا للقوانين واللوائح المنظمة للرياضات القتالية.

خلفية النزاع وتاريخ الرياضات المختلطة
تُعد رياضات الفنون القتالية المختلطة والجرابلينج من التخصصات التي تشهد نموًا متزايدًا وشعبية واسعة في مصر والعالم. تتميز الفنون القتالية المختلطة بدمجها لتقنيات من مختلف فنون القتال مثل الملاكمة، المصارعة، الجودو، الجوجيتسو، والكاراتيه، بالإضافة إلى المواي تاي. أما الجرابلينج، فيركز على تقنيات الإمساك والمصارعة الأرضية والخنق، وهو جزء أساسي من الفنون القتالية المختلطة.
لطالما كانت هذه الرياضات تقع في منطقة رمادية من حيث الإشراف الرسمي في العديد من الدول، قبل أن تتضح الصورة تدريجيًا مع انتشارها الواسع. في مصر، شهدت السنوات الماضية جهودًا حثيثة لتنظيم هذه الرياضات تحت مظلة اتحادات رسمية لضمان سلامة اللاعبين وتطوير الأداء وتمثيل مصر دوليًا بشكل فعال. يرى اتحاد المواي تاي أن طبيعة الفنون القتالية المختلطة، والتي تتضمن جزءًا كبيرًا من القتال وقوفًا باستخدام الأيدي والأرجل والركب والمرفقين، تتقاطع بشكل وثيق مع جوهر رياضة المواي تاي، مما يجعله الجهة الأحق والأكثر تأهيلاً للإشراف عليها. علاوة على ذلك، فإن العديد من متدربي المواي تاي يشاركون أيضًا في بطولات الجرابلينج والفنون القتالية المختلطة.
التطورات الأخيرة وموقف اتحاد المواي تاي
تصاعد النزاع مؤخرًا بعد أن قام الاتحاد المصري للجوجيتسو بخطوات فعلية لضم رياضتي الجرابلينج والفنون القتالية المختلطة إلى لجانه الفنية، الأمر الذي دفع اتحاد المواي تاي إلى إصدار بيانه الرسمي. جاء في البيان أن هذه المحاولة لا تتوافق مع القوانين واللوائح المعمول بها في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية، والتي تحدد صلاحيات كل اتحاد رياضي وفقًا لاختصاصه الأصيل.
يستند اتحاد المواي تاي في موقفه إلى عدة نقاط جوهرية:
- الخبرة الفنية: يمتلك اتحاد المواي تاي خبرة واسعة في تدريب وإدارة فنون القتال التي تتشابه في كثير من الجوانب مع الفنون القتالية المختلطة، خاصة فيما يتعلق بالضربات والاشتباكات وقوفًا.
- التسلسل الدولي: غالبًا ما تكون الاتحادات الوطنية تابعة لنظيراتها الدولية. ويشير اتحاد المواي تاي إلى أن الهيكل الدولي للرياضات القتالية يدعم موقفه من حيث الإشراف على الفنون القتالية المختلطة والجرابلينج في سياق يتقاطع مع اختصاصاته.
- تاريخ الإشراف: يؤكد الاتحاد على أنه كان ولا يزال يلعب دورًا رئيسيًا في رعاية وتطوير المواهب في الفنون القتالية المختلطة والجرابلينج على المستوى المحلي.
- تجنب التضارب: يهدف البيان إلى منع أي تضارب في الصلاحيات قد يؤثر سلبًا على اللاعبين والمدربين، ويضمن مسارًا واضحًا لتطوير الرياضة في مصر.
أهمية النزاع وتأثيره المحتمل
لا يقتصر هذا النزاع على صراع على الصلاحيات الإدارية، بل يحمل أهمية كبرى لمستقبل رياضات الجرابلينج والفنون القتالية المختلطة في مصر. إن وضوح الجهة المشرفة يضمن:
- تطوير اللاعبين: توفير برامج تدريب واضحة، مسابقات منتظمة، ورعاية طبية مناسبة.
- التمثيل الدولي: ضمان مشاركة مصر في البطولات الدولية تحت مظلة رسمية ومعترف بها، وتجنب أي تعارض في الاعتراف باللاعبين أو النتائج.
- سلامة الرياضيين: وضع لوائح واضحة للسلامة، فالفنون القتالية المختلطة رياضة تتطلب معايير صارمة للحفاظ على صحة اللاعبين.
- جذب الاستثمار: تسهم الشفافية في الإدارة والوضوح في الصلاحيات في جذب الاستثمارات والرعاة لدعم هذه الرياضات الصاعدة.
من المتوقع أن يتدخل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية لحسم هذا النزاع الإداري بما يخدم المصلحة العليا للرياضة المصرية، ويضمن بيئة صحية وواضحة لتطوير هذه الرياضات القتالية الشعبية. سيتابع المعنيون بالرياضة عن كثب التطورات القادمة لمعرفة الكيفية التي سيتم بها حل هذه القضية المحورية.





