الجيش الإسرائيلي يؤكد تسلم الصليب الأحمر جثمان أحد المحتجزين من حماس
في خطوة تسلط الضوء على التعقيدات الإنسانية والأمنية في الصراع الدائر، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية عن تطور يتعلق بجثامين المحتجزين في قطاع غزة. ويشير الإعلان إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلمت جثمان أحد المحتجزين الذين كانت حركة حماس تحتجزهم منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023. مثل هذه الأحداث، سواء تمت عبر عمليات عسكرية أو من خلال وساطات، تحمل أهمية بالغة لعائلات المحتجزين وتؤثر بشكل مباشر على مسار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين.
خلفية أزمة المحتجزين
بدأت أزمة المحتجزين مع الهجوم الذي قادته حركة حماس على بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن أسر ما يزيد عن 240 شخصًا، بينهم عسكريون ومدنيون من جنسيات مختلفة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت قضية المحتجزين محورًا رئيسيًا في الصراع، حيث تسعى إسرائيل لإعادتهم عبر مسارين متوازيين: الضغط العسكري والمفاوضات السياسية. وقد نجحت هدنة إنسانية في نوفمبر 2023 في إطلاق سراح العشرات من المحتجزين، معظمهم من النساء والأطفال، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين. إلا أن العديد من المحتجزين، سواء الأحياء منهم أو المتوفين، ما زالوا في غزة.
عمليات استعادة الجثامين
في حين أن عمليات تبادل الأسرى والجثامين عبر وسطاء مثل الصليب الأحمر تمثل إحدى القنوات الممكنة، فإن الأشهر الأخيرة شهدت تركيزًا على العمليات العسكرية الخاصة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي لاستعادة رفات المحتجزين. ففي عدة مناسبات، أعلن الجيش عن نجاحه في تحديد مواقع وانتشال جثامين محتجزين من مناطق مختلفة في قطاع غزة، مثل خان يونس وجباليا. ومن بين الحالات التي تم الإعلان عنها استعادة رفات محتجزين مثل إلعاد كتسير وشاني لوك وآخرين. وتخضع الجثامين المستعادة لعمليات فحص وتشخيص معقدة في إسرائيل لتأكيد هويات أصحابها وإبلاغ عائلاتهم رسميًا.
توضح هذه العمليات العسكرية الطبيعة المزدوجة للجهود الإسرائيلية، فبينما تستمر المحادثات الدبلوماسية بوساطة مصر وقطر، تعمل القوات على الأرض لجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ مهام تهدف مباشرة إلى تحرير المحتجزين أو استعادة جثامينهم. وغالبًا ما تؤدي هذه العمليات إلى اشتباكات مسلحة، مما يعكس المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها.
دور الصليب الأحمر والمنظمات الدولية
تلعب اللجنة الدولية للصليب الأحمر دورًا حيويًا كوسيط إنساني محايد في النزاعات المسلحة حول العالم. وتتمثل مهمتها الأساسية في تسهيل العمليات الإنسانية التي يتفق عليها أطراف النزاع، مثل زيارة الأسرى، ونقل المساعدات، وتسهيل عمليات التبادل. في سياق الأزمة الحالية، كان دور الصليب الأحمر بارزًا خلال هدنة نوفمبر، حيث تولى نقل المحتجزين المفرج عنهم من حماس إلى السلطات الإسرائيلية عبر مصر. أي مشاركة للصليب الأحمر في نقل جثمان تعتمد بشكل كامل على موافقة الطرفين وتوفير ضمانات أمنية لعبور طواقمه بأمان.
التداعيات السياسية والإنسانية
تحمل كل عملية استعادة لجثمان أهمية رمزية وإنسانية كبيرة. بالنسبة للعائلات، يمثل استلام رفات أحبائهم نهاية لحالة من عدم اليقين المؤلم، ويتيح لهم إقامة مراسم دفن لائقة وفقًا لتقاليدهم الدينية. وعلى الصعيد السياسي، تزيد هذه الأحداث من الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق شامل يضمن عودة جميع المحتجزين المتبقين. ويستخدم المتظاهرون وعائلات المحتجزين هذه التطورات لتكثيف حملاتهم والمطالبة بإعطاء الأولوية لصفقة تبادل على العمليات العسكرية. من ناحية أخرى، يرى البعض في العمليات العسكرية الناجحة دليلًا على أن الضغط العسكري يمكن أن يحقق نتائج، مما يغذي الجدل الداخلي في إسرائيل حول الاستراتيجية المثلى للتعامل مع الأزمة.


