تقارير: حماس تبدأ البحث عن رفات رهائن إسرائيليين في حي الشجاعية بغزة
أفادت تقارير إعلامية في الساعات الأخيرة بأن حركة حماس قد بدأت عملية بحث ميدانية عن رفات رهائن إسرائيليين يُعتقد أنهم لقوا حتفهم في قطاع غزة. وتتركز هذه الجهود، بحسب المصادر، في حي الشجاعية، أحد أكثر الأحياء كثافة سكانية في مدينة غزة والذي كان مسرحاً لعمليات قتالية عنيفة منذ بدء الحرب. يأتي هذا التطور في وقت حاسم، حيث تتواصل الجهود الدبلوماسية بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل تبادل الأسرى والرهائن.

خلفية الأحداث
تعود قضية الرهائن إلى هجوم 7 أكتوبر الماضي، الذي شنت فيه حماس هجوماً على جنوب إسرائيل، وأسفر عن احتجاز حوالي 250 شخصاً كرهائن. ورغم الإفراج عن أكثر من 100 منهم خلال هدنة مؤقتة في نوفمبر 2023، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حوالي 120 رهينة ما زالوا في غزة، ويُعتقد أن ما لا يقل عن ثلثهم قد فارقوا الحياة. تشكل قضية إعادة جميع الرهائن، سواء الأحياء منهم أو رفات المتوفين، ضغطاً سياسياً وشعبياً هائلاً على الحكومة الإسرائيلية، وتعتبر هدفاً رئيسياً من أهداف الحرب المعلنة.
تفاصيل عملية البحث في الشجاعية
وفقاً للمعلومات المتداولة، والتي لم تؤكدها حماس أو إسرائيل رسمياً حتى الآن، فإن فرقاً متخصصة تابعة للحركة تقوم بالبحث في مواقع محددة داخل حي الشجاعية. يُعتقد أن هذه المواقع قد تم تحديدها بناءً على معلومات استخباراتية حول أماكن احتجاز بعض الرهائن الذين ربما قُتلوا خلال الغارات الجوية الإسرائيلية أو توفوا لأسباب أخرى أثناء فترة الأسر. وتعد عملية البحث في منطقة مثل الشجاعية، التي شهدت دماراً واسعاً ومعارك ضارية، مهمة بالغة التعقيد، وتتطلب جهوداً كبيرة لتحديد أماكن الرفات وانتشالها في حال العثور عليها.
الأهمية الاستراتيجية في المفاوضات
ينظر المحللون إلى هذه الخطوة، إن صحت، على أنها تحمل دلالات استراتيجية مهمة في سياق مفاوضات الهدنة المتعثرة. فمن منظور حماس، يمثل العثور على رفات الرهائن وتقديم دليل على ذلك ورقة تفاوضية قوية. يمكن للحركة استخدامها للمطالبة بتنازلات أكبر من الجانب الإسرائيلي، مثل إطلاق سراح أعداد إضافية من الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية، أو الحصول على ضمانات تتعلق بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
على الجانب الآخر، تدرك إسرائيل الأهمية المعنوية والإنسانية لإعادة رفات مواطنيها، حيث تعتبر الدولة أن لها واجباً أخلاقياً تجاه جنودها ومواطنيها بإعادتهم للدفن في إسرائيل. ولذلك، فإن أي تقدم في هذا الملف قد يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى إبداء مرونة أكبر في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي معاناة عائلات الرهائن. ويشكل هذا الملف جزءاً لا يتجزأ من أي صفقة محتملة، والتي من المتوقع أن تتم على مراحل تشمل تبادل فئات مختلفة من الرهائن والأسرى.
السياق الأوسع للصراع
تأتي هذه الأنباء في ظل استمرار الجمود في محادثات وقف إطلاق النار، حيث يظل الخلاف قائماً حول القضايا الجوهرية. تطالب حماس بوقف دائم للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بينما تصر إسرائيل على أن تكون أي هدنة مؤقتة، وتؤكد على استمرار عمليتها العسكرية حتى تحقيق أهدافها بالقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكمية. إن بدء البحث عن رفات الرهائن قد يكون مؤشراً على استعداد حماس لتقديم بادرة لإحياء المحادثات، أو قد يكون مجرد خطوة استباقية استعداداً لجولة تفاوض مستقبلية. وفي كلتا الحالتين، يسلط هذا التطور الضوء مجدداً على مركزية ملف الرهائن في تحديد مسار الصراع ومستقبله.


