الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة.. مشاهد توثق
في تطور لافت على جبهة القتال في قطاع غزة، بدأت القوات البرية الإسرائيلية في أوائل أبريل 2024 بعملية انسحاب جزئي من مناطق رئيسية في القطاع، أبرزها مدينة خان يونس جنوبًا. هذه الخطوة، التي وثقتها مشاهد متعددة عبر وسائل الإعلام ومصادر مفتوحة، تأتي بعد أشهر من العمليات العسكرية المكثفة وتثير تساؤلات حول المرحلة القادمة من الصراع الدائر منذ السابع من أكتوبر 2023.
خلفية الصراع والعمليات العسكرية
اندلعت الحرب الحالية في غزة إثر هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على بلدات ومواقع إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف واحتجاز رهائن. ردًا على ذلك، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع بهدف القضاء على قدرات حماس العسكرية والإدارية وإعادة الرهائن. تضمنت هذه العملية حملة قصف جوي مكثف تبعتها توغلات برية عميقة في شمال غزة ثم امتدت لتشمل مناطق وسط وجنوب القطاع، خاصة مدينة خان يونس التي اعتبرتها إسرائيل معقلًا لحماس.
على مدار الأشهر الماضية، شهدت غزة دمارًا واسع النطاق وأزمة إنسانية غير مسبوقة، مع نزوح غالبية السكان وتدهور حاد في الظروف المعيشية ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء. وتصاعدت الضغوط الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية.
تطورات الانسحاب ومبرراته
تواترت الأنباء عن بدء الجيش الإسرائيلي سحب عدد كبير من قواته البرية من مناطق مثل خان يونس في 7 أبريل 2024، ليُبقي على لواء واحد فقط داخل القطاع، وهو لواء ناحال. وقد فسرت مصادر عسكرية إسرائيلية هذا الانسحاب بأنه خطوة تكتيكية تهدف إلى:
- إعادة تقييم وتجميع القوات بعد أشهر من القتال الشرس.
- استعدادًا لعمليات عسكرية محتملة في المستقبل، أبرزها العملية المتوقعة في رفح، آخر معاقل حماس المتبقية وفقًا لإسرائيل.
- تخفيف الضغط الدولي المتزايد بشأن الوضع الإنساني في غزة.
المشاهد المصورة التي انتشرت عبر الشبكات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي أظهرت آليات عسكرية إسرائيلية تغادر المنطقة، ومباني مدمرة في خان يونس، مما يؤكد حجم العمليات التي جرت هناك. وعلى الرغم من الانسحاب الجزئي، أكد مسؤولون إسرائيليون أن الحرب ضد حماس لم تنتهِ وأن العمليات ستستمر حتى تحقيق جميع الأهداف المعلنة.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
أثار الانسحاب الجزئي ردود فعل متباينة على المستويين المحلي والدولي:
- الفلسطينيون: أعرب الكثيرون عن آمالهم بأن تكون هذه الخطوة بداية لتهدئة دائمة ووقف لإطلاق النار، مع التأكيد على ضرورة إنهاء الحصار وفتح المعابر لتدفق المساعدات. لكن المخاوف تظل قائمة بشأن استمرار الحرب واحتمال شن عملية عسكرية في رفح التي يكتظ بها النازحون.
- إسرائيل: شدد القادة الإسرائيليون على أن الانسحاب ليس نهاية للعمليات، بل هو جزء من استراتيجية تكتيكية، وأن الضغط العسكري سيستمر لضمان أمن إسرائيل وإعادة الرهائن.
- المجتمع الدولي: رحب البعض بالخطوة كإشارة محتملة لخفض التصعيد، بينما جدد آخرون دعواتهم لوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يواجه مجاعة وشيكة. وتكثفت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى صفقة لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار.
أهمية الخبر والتوقعات المستقبلية
تكمن أهمية هذا التطور في كونه قد يمثل نقطة تحول في مسار الحرب. فالانسحاب من خان يونس، وإن كان جزئيًا وتكتيكيًا، يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة:
- إما أن يؤدي إلى فترة من الهدوء النسبي تسمح بتعزيز مفاوضات الرهائن ووقف إطلاق النار.
- أو أنه يمهد لعملية عسكرية واسعة في رفح، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتصعيد الصراع بشكل أكبر.
تبقى العيون متجهة نحو التطورات الدبلوماسية والميدانية، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة على الأطراف المتصارعة للتوصل إلى حل يوقف إراقة الدماء ويحقق الاستقرار في المنطقة.





