الجيش الإسرائيلي يتسلم رفات محتجز في غزة عبر الصليب الأحمر
في تطور مهم خلال فترة الهدنة الإنسانية المؤقتة التي جرت أواخر العام 2023، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الجيش تسلم رفات أحد المحتجزين الذين كانوا في قطاع غزة. تمت عملية التسليم بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي لعبت دوراً محورياً كجهة محايدة في تسهيل الإجراءات الحساسة بين الأطراف المتحاربة. وأوضح البيان الرسمي أن الرفات نُقل إلى إسرائيل لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد هوية الشخص المتوفى وإبلاغ عائلته.

خلفية الأحداث
يأتي هذا التطور في سياق الصراع الذي اندلع عقب هجوم حركة حماس على بلدات ومواقع إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل المئات واحتجاز أكثر من 240 شخصاً كرهائن في قطاع غزة. رداً على ذلك، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع، مما أدى إلى تصاعد الأزمة الإنسانية. وبعد أسابيع من القتال، تم التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقت بوساطة دولية، شملت بنوده وقفاً لإطلاق النار وتبادل للأسرى والمحتجزين.
تفاصيل عملية التسليم
وفقًا للإعلان الصادر عن مكتب بنيامين نتنياهو، تم تسليم نعش المحتجز إلى قوات من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) داخل قطاع غزة. لعب الصليب الأحمر دور الوسيط اللوجستي والإنساني، حيث تضمن مهمته تأمين نقل الرفات بأمان واحترام. وتعتبر عمليات استعادة رفات المتوفين جزءاً حساساً ومعقداً من أي مفاوضات، نظراً لأهميتها البالغة لدى عائلات المفقودين التي تنتظر أي معلومات عن مصير أبنائها.
في سياق أوسع: اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى
كانت عملية التسليم هذه جزءاً من اتفاق أوسع للهدنة الإنسانية، تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وبدعم من الولايات المتحدة. نص الاتفاق على إطلاق سراح العشرات من المحتجزين الإسرائيليين، معظمهم من النساء والأطفال، مقابل الإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين، غالبيتهم أيضاً من النساء والقصر، من السجون الإسرائيلية. كما سمحت الهدنة بدخول كميات أكبر من المساعدات الإنسانية والوقود إلى قطاع غزة الذي كان يعاني من حصار مشدد.
- وقف إطلاق النار: توقفت الأعمال القتالية لعدة أيام متتالية، مع إمكانية التمديد.
- تبادل الأسرى: تم إطلاق سراح المحتجزين على دفعات يومية خلال فترة الهدنة.
- المساعدات الإنسانية: زيادة تدفق الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والوقود إلى القطاع.
الأهمية والتداعيات
تحمل استعادة رفات المحتجزين أهمية إنسانية ودينية كبيرة في إسرائيل، حيث تتيح للعائلات إقامة مراسم دفن لائقة وفقاً للشعائر الدينية وتوفر لهم خاتمة لمرحلة من القلق والغموض. على المستوى السياسي، يُظهر هذا الإجراء مدى تعقيد المفاوضات، حيث يتم التفاوض على كل التفاصيل، بما في ذلك مصير الأحياء والأموات. كما يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه المنظمات الدولية المحايدة مثل الصليب الأحمر في إدارة الجوانب الإنسانية للنزاعات المسلحة.
التطورات اللاحقة
انتهت الهدنة المؤقتة بعد حوالي أسبوع، وعادت الأعمال القتالية بين إسرائيل وحماس. ومنذ ذلك الحين، استمرت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق جديد، بينما أكدت إسرائيل أن أحد أهدافها الرئيسية للحرب هو استعادة جميع المحتجزين، سواء كانوا على قيد الحياة أو من خلال استعادة جثامينهم. وقد تمكن الجيش الإسرائيلي لاحقاً من استعادة رفات عدد آخر من المحتجزين خلال عمليات عسكرية خاصة داخل قطاع غزة.





