الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثتي محتجزين من غزة بوساطة الصليب الأحمر
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي عن نجاحه في استعادة جثتي شخصين كانا محتجزين داخل قطاع غزة، وذلك في عملية تمت بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي قامت بدور الوسيط الإنساني. وأوضح البيان أن عملية التسليم جرت بعد جهود استخباراتية وعملياتية معقدة، وأن الجثتين تم نقلهما إلى إسرائيل لإتمام إجراءات التشخيص الطبي الشرعي وإبلاغ عائلتيهما رسميًا.

خلفية العملية والسياق العام
تأتي هذه العملية في إطار الصراع المستمر في قطاع غزة، والذي شهد احتجاز عشرات المواطنين الإسرائيليين والأجانب من قبل فصائل فلسطينية. ومنذ بداية الحرب، تعمل الحكومة الإسرائيلية والجيش على مسارين متوازيين: الأول هو التفاوض لإطلاق سراح المحتجزين الأحياء، والثاني هو تنفيذ عمليات عسكرية أو استخباراتية لاستعادة المحتجزين أو جثث أولئك الذين تأكد مقتلهم. وتعتبر استعادة جثامين القتلى هدفًا ذا أهمية وطنية كبرى في إسرائيل، حيث تلتزم الدولة بإعادة جميع جنودها ومواطنيها لدفنهم داخل البلاد.
دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر
لعبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دورًا محوريًا كوسيط إنساني محايد في عملية نقل الجثتين. وتقتصر مهمة المنظمة في مثل هذه الحالات على تسهيل عملية التسليم والتسلم وضمان التعامل مع الرفات بكرامة وفقًا لمبادئ القانون الإنساني الدولي. لا يشارك الصليب الأحمر في المفاوضات السياسية أو العمليات الاستخباراتية التي تسبق عملية الاستعادة، بل يتدخل بناءً على طلب الأطراف المعنية لتنفيذ الجانب الإنساني من العملية. وقد أكدت اللجنة في مناسبات عدة على أهمية دورها كجهة محايدة ومستقلة تحظى بثقة جميع أطراف النزاع، مما يمكنها من القيام بمهام حساسة كهذه.
إجراءات التعرف على الهوية وإبلاغ العائلات
فور وصول الجثتين إلى الأراضي الإسرائيلية، تم نقلهما إلى المعهد الوطني للطب الشرعي (أبو كبير) لإجراء الفحوصات اللازمة. وتتضمن هذه الإجراءات عمليات معقدة للتحقق من الهوية بشكل قاطع، غالبًا من خلال مطابقة الحمض النووي (DNA) والسجلات الطبية. وبعد التأكد الرسمي من هوية الشخصين، يقوم ضباط متخصصون من الجيش بإبلاغ العائلات بالخبر، وهي مهمة تتطلب حساسية ودعمًا نفسيًا كبيرًا. وتتبع هذه الخطوة عادةً الإعلان الرسمي عن اسمي المحتجزين للجمهور، وتنظيم مراسم الدفن والجنازة وفقًا لرغبة العائلات.
الأهمية والتداعيات
تحمل عمليات استعادة جثامين المحتجزين أهمية رمزية ومعنوية كبيرة للمجتمع الإسرائيلي. فعلى الرغم من أن الخبر يجلب حزنًا عميقًا للعائلات، إلا أنه يضع أيضًا نهاية لحالة من عدم اليقين والقلق، ويتيح لهم إقامة طقوس الحداد والدفن. على الصعيد الرسمي، تعزز هذه العمليات رسالة الدولة بأنها لن تتخلى عن أي من مواطنيها، سواء كانوا أحياءً أم أمواتًا. كما تسلط الضوء على التعقيدات التي تواجه الجهود الدبلوماسية والعسكرية الجارية، وتؤثر على الرأي العام الداخلي والضغوط المفروضة على الحكومة للتوصل إلى صفقة شاملة لإعادة جميع المحتجزين المتبقين في قطاع غزة.





