الحرس الثوري الإيراني يتوعد بالانتقام لمقتل قائد كبير في حزب الله بغارة إسرائيلية
تصاعدت حدة التوترات في الشرق الأوسط بشكل كبير بعد أن توعد الحرس الثوري الإيراني، في بيان صدر مساء الاثنين، برد قاسٍ وحاسم انتقامًا لمقتل هيثم علي الطبطبائي، الذي يشغل منصب رئيس أركان حزب الله اللبناني. وجاء هذا التهديد عقب تأكيد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الغارة الجوية التي استهدفت الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الأحد، مما يمثل تصعيدًا خطيرًا في المواجهات المستمرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

تفاصيل عملية الاغتيال
في مساء يوم الأحد، استهدفت غارة جوية دقيقة مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وهي منطقة تعد معقلاً رئيسيًا لحزب الله. وأكدت مصادر أمنية لبنانية وإسرائيلية لاحقًا أن الهدف كان هيثم علي الطبطبائي، الذي يعد شخصية عسكرية رفيعة المستوى داخل الحزب. ووصف الجيش الإسرائيلي العملية بأنها استهداف مباشر لشخصية مسؤولة عن تنسيق عمليات عسكرية ضد إسرائيل، مشيرًا إلى دوره المحوري في قيادة قوات الرضوان، وهي وحدة النخبة في حزب الله.
من هو هيثم الطبطبائي؟
يُعتبر هيثم علي الطبطبائي، المعروف أيضًا بلقب "أبو علي الطبطبائي"، أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله، حيث شغل منصب رئيس الأركان، وهو دور يمنحه سلطة واسعة على التخطيط والتنفيذ العملياتي. ووفقًا لتقارير استخباراتية، كان الطبطبائي مسؤولاً عن الإشراف على العمليات العسكرية للحزب، بما في ذلك الهجمات عبر الحدود ضد إسرائيل التي تكثفت منذ أكتوبر 2023. كما ارتبط اسمه بتنسيق الأنشطة مع الحرس الثوري الإيراني وفصائل أخرى ضمن ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، مما يجعله هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل.
ردود الفعل والتهديدات المتبادلة
جاء الرد الإيراني سريعًا وحازمًا، حيث أصدر الحرس الثوري بيانًا شديد اللهجة أدان فيه "الجريمة الإرهابية للكيان الصهيوني" وتعهد بالثأر لدمائه. وأكد البيان أن "دماء الشهداء لن تذهب هدرًا" وأن الرد سيكون "ساحقًا ومؤلمًا"، وهو ما يضع المنطقة في حالة تأهب قصوى تحسبًا لرد إيراني مباشر أو عبر وكلائها في المنطقة.
من جانبه، نعى حزب الله في بيان رسمي قائده الطبطبائي واصفًا إياه بـ"الشهيد على طريق القدس"، وهو التعبير الذي يستخدمه الحزب لقتلاه في المواجهات مع إسرائيل. ولم يحدد الحزب طبيعة رده، لكنه أكد استمراره في "مقاومة الاحتلال"، مما يشير إلى احتمال تكثيف هجماته على شمال إسرائيل في الأيام المقبلة.
السياق الإقليمي وتداعيات محتملة
تأتي عملية اغتيال الطبطبائي في سياق صراع إقليمي أوسع نطاقًا اندلع عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. ومنذ ذلك الحين، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلاً شبه يومي لإطلاق النار، لكن استهداف قادة كبار مثل الطبطبائي، وقبله القيادي في حماس صالح العاروري في بيروت أيضًا، يمثل خرقًا لقواعد الاشتباك غير المعلنة ويزيد من مخاطر الانزلاق إلى حرب شاملة. يرى محللون أن هذه العملية تعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إضعاف القيادة العسكرية لحزب الله وتقليص قدراته الهجومية، لكنها في الوقت نفسه قد تدفع الحزب وإيران إلى رد فعل عنيف لتأكيد قوة الردع لديهما.



