الحرس الثوري الإيراني يتوعد بالثأر بعد مقتل القيادي في حزب الله هيثم الطبطبائي
أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا شديد اللهجة أدان فيه اغتيال القيادي البارز في حزب الله اللبناني، إبراهيم عقيل، الذي يُعرف أيضًا باسم هيثم علي الطبطبائي، وتوعد بالانتقام لهذا الهجوم. وقد قُتل عقيل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 20 سبتمبر 2024، في تصعيد كبير للصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله.
من هو إبراهيم عقيل؟
يُعد إبراهيم عقيل، المعروف بالاسم الحركي "الحاج عبد القادر"، أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله وعضوًا في مجلس الجهاد، وهو أعلى هيئة قيادية عسكرية في الحزب. شغل منصب رئيس وحدة العمليات في الحزب، وكان مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل على مر العقود. نظرًا لأهميته ودوره المحوري، كان يُنظر إليه على أنه شخصية رئيسية في هيكل قيادة الحزب، حتى أنه كان يُطرح كخليفة محتمل للأمين العام السابق حسن نصر الله.
كان عقيل مطلوبًا منذ فترة طويلة من قبل الولايات المتحدة، التي عرضت مكافأة مالية قدرها 7 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إليه، لاتهامه بالضلوع في هجمات استهدفت قوات أمريكية في بيروت في ثمانينيات القرن الماضي. إن مقتله يمثل خسارة استراتيجية كبيرة لحزب الله، حيث يفقد الحزب أحد أكثر قادته خبرة وتأثيرًا على المستوى العملياتي.
تفاصيل عملية الاغتيال
أكد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الغارة التي وقعت في حي حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وأوضح أن الهجوم كان "ضربة دقيقة" استهدفت عقيل وقادة آخرين في وحدة الرضوان، وهي قوة النخبة في الحزب. جاءت هذه العملية في سياق حملة إسرائيلية مكثفة وغير مسبوقة استهدفت البنية التحتية وقيادات حزب الله خلال شهر سبتمبر 2024، والتي شملت أيضًا استهداف أجهزة الاتصالات الخاصة بالحزب واغتيال قادة ميدانيين آخرين.
رد فعل الحرس الثوري الإيراني
في بيانه الرسمي، نعى الحرس الثوري الإيراني إبراهيم عقيل ووصفه بأنه "قائد شجاع" و"شهيد على طريق القدس". وأدان الحرس الثوري بشدة ما أسماه "الجريمة الإرهابية للكيان الصهيوني"، مؤكدًا أن دماء الشهداء لن تذهب هباءً بل ستزيد من قوة وعزيمة "محور المقاومة".
لم يحدد البيان طبيعة الرد أو توقيته، لكنه حمل تهديدًا واضحًا بأن الانتقام قادم، وأن هذه الاغتيالات لن تنجح في كسر إرادة المقاومة. يعكس هذا الموقف الدعم الإيراني الراسخ لحلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله، ويؤكد على أن طهران تعتبر أي استهداف لقيادات الحزب هو استهداف مباشر لمحورها الاستراتيجي.
الأهمية والسياق الأوسع
يأتي اغتيال إبراهيم عقيل في فترة من التوتر الإقليمي المتصاعد، حيث شكلت هذه العملية ضربة مؤلمة لهيكل القيادة في حزب الله قبل أسبوع واحد فقط من اغتيال أمينه العام، حسن نصر الله. ويشير توقيت ومستوى الأهداف إلى تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية نحو استهداف مباشر ومنهجي لقيادات الصف الأول في الحزب بهدف إضعاف قدراته التنظيمية والعسكرية بشكل كبير.
يمثل مقتل عقيل، إلى جانب الخسائر الأخرى التي مُني بها الحزب، نقطة تحول في الصراع، مما يثير تساؤلات حول قدرة حزب الله على إعادة بناء هيكله القيادي والحفاظ على فعاليته العملياتية، وفي الوقت نفسه، يرفع منسوب التوتر في المنطقة مع ترقب لردود فعل محتملة من قبل إيران وحلفائها.



