الحكومة المصرية تقر بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو القاهرة بالتعاون مع اليابان
في خطوة محورية لتطوير شبكة النقل العام في العاصمة، وافق مجلس الوزراء المصري في اجتماعه الأخير على مشروع قرار رئاسي يتعلق بالخطابات المتبادلة مع الحكومة اليابانية، مما يمهد الطريق لبدء التنفيذ الفعلي للمرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو أنفاق القاهرة الكبرى. يمثل هذا المشروع، الذي طال انتظاره، شريان حياة جديدًا يهدف إلى ربط مناطق حيوية وتخفيف الازدحام المروري في واحدة من أكثر المدن اكتظاظًا بالسكان في العالم.

أهمية استراتيجية لمشروع قومي
يُعد الخط الرابع، المعروف أيضًا بـ "مترو الهرم"، إضافة استراتيجية لشبكة مترو الأنفاق، حيث تم تصميمه لخدمة مناطق ذات كثافة سكانية وسياحية عالية. تمتد المرحلة الأولى من المشروع بطول 19 كيلومترًا وتضم 17 محطة، لتربط بين مدينة السادس من أكتوبر ومحافظة الجيزة والقاهرة. يهدف المسار بشكل أساسي إلى تخفيف الضغط المروري الهائل على محور شارع الهرم وفيصل، وتوفير وسيلة نقل حديثة وصديقة للبيئة تخدم ملايين المواطنين يوميًا، بالإضافة إلى تسهيل وصول السياح إلى منطقة الأهرامات والمتحف المصري الكبير.
تفاصيل المرحلة الأولى والمسار المحدد
يبدأ مسار المرحلة الأولى من الخط الرابع من المحطة التبادلية "حدائق الأشجار" على حدود مدينة 6 أكتوبر، ويمر عبر شارع الهرم ليصل إلى محطة "الجيزة" ليتقاطع مع الخط الثاني للمترو، ثم يمتد ليصل إلى محطة "الملك الصالح" للربط مع الخط الأول، وينتهي عند محطة "الفسطاط" بمنطقة مصر القديمة. من أبرز المحطات التي ستشملها هذه المرحلة:
- حدائق الأشجار
- حدائق الأهرام
- النصر
- المتحف المصري الكبير
- ميدان الرماية
- الأهرام
- المريوطية
- العريش
- المطبعة
- الطالبية
- مدكور
- المساحة
- الجيزة
هذا المسار سيخدم مناطق حيوية تفتقر حاليًا إلى تغطية كافية بشبكة المترو، مما سيحدث نقلة نوعية في حركة التنقل اليومي لسكان هذه المناطق.
التعاون المصري الياباني والجانب التمويلي
يأتي هذا المشروع تتويجًا للتعاون المستمر والمثمر بين مصر واليابان في مجال تطوير البنية التحتية. يتم تمويل المشروع من خلال قرض ميسر مقدم من وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، والذي يعكس عمق العلاقات الثنائية والثقة في الاقتصاد المصري. الموافقة الحكومية الأخيرة تتعلق بتفعيل الاتفاقيات المالية التي تضمن تدفق التمويل اللازم لبدء أعمال الإنشاءات الكبرى، والتي تشمل حفر الأنفاق وتجهيز المحطات وتركيب الأنظمة الكهروميكانيكية وأنظمة الإشارات والتحكم.
التأثير المتوقع والخطوات المستقبلية
من المتوقع أن يكون للمشروع تأثير إيجابي متعدد الأوجه، فهو لا يقتصر على تحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين عبر تقليل زمن الرحلات وتكاليف النقل، بل يمتد ليشمل فوائد اقتصادية وبيئية كبيرة. سيساهم المشروع في تقليل استهلاك الوقود، وخفض الانبعاثات الكربونية الضارة، وتعزيز القيمة الاقتصادية للمناطق التي يمر بها. كما أنه سيعزز قطاع السياحة من خلال توفير وسيلة وصول سريعة ومباشرة إلى أحد أهم المشروعات القومية الجديدة، وهو المتحف المصري الكبير. بعد هذه الموافقة، من المنتظر أن تشهد الفترة المقبلة تسريعًا في وتيرة الأعمال التحضيرية والانتقال إلى مراحل التنفيذ الفعلية على الأرض، مما يضع المشروع على مساره ليصبح واقعًا ملموسًا يخدم أهداف التنمية المستدامة في مصر.





