الداعية عائض القرني يوضح حقيقة تصريحه المثير للجدل حول نسيان الميت
أثار الداعية السعودي البارز، الشيخ عائض القرني، موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي أواخر عام 2023 ومطلع عام 2024، بعد انتشار مقطع فيديو قصير له يتحدث فيه بطريقة ساخرة عن مصير الشخص بعد وفاته ونسيان أهله له. وقد دفع هذا الجدل الشيخ القرني إلى إصدار توضيح يكشف فيه عن سياق الحديث الأصلي، مؤكداً أن المقطع تم اجتزاؤه من جلسة خاصة اتسمت بالدعابة ولم يكن فتوى أو طرحاً دينياً جاداً.

خلفية المقطع المثير للجدل
بدأت القصة مع تداول مقطع فيديو لا تتجاوز مدته دقيقة واحدة، يظهر فيه الشيخ عائض القرني وهو يتحدث في مجلس خاص على ما يبدو. تناول القرني في حديثه موضوع الموت وما يليه بأسلوب فكاهي، مشيراً إلى أن أهل الميت، بما في ذلك زوجته وأبناؤه، سرعان ما ينسونه وينشغلون بأمور الحياة. وتضمنت عباراته إشارات إلى أن الزوجة قد تتزوج بعده، وأن الأبناء سيقتسمون الميراث، وأن ذكراه ستتلاشى سريعاً. وقد استُقبلت هذه الكلمات بضحك وتفاعل من الحاضرين في المجلس، مما يدل على الطابع غير الرسمي للجلسة.
رغم ذلك، انتشر المقطع كالنار في الهشيم على منصات مثل إكس (تويتر سابقاً) وتيك توك، حيث أثار ردود فعل متباينة. اعتبره كثيرون كلاماً قاسياً ومحبطاً، ويقلل من شأن الروابط الأسرية والوفاء بين الأزواج والأبناء، بينما رآه آخرون مجرد مزاح يعكس جزءاً من الواقع بأسلوب ساخر.
توضيح الشيخ القرني وسياق الحديث
في مواجهة الجدل المتصاعد، نشر الشيخ عائض القرني توضيحاً عبر حساباته الرسمية، أكد فيه أن المقطع المتداول تم إخراجه من سياقه الكامل. وأوضح أن الحديث كان جزءاً من جلسة مطولة مع بعض الأصدقاء، وأن الأسلوب الساخر كان من باب المداعبة والمزاح لا أكثر. وأشار إلى أن الهدف من تلك الكلمات الفكاهية لم يكن تقديم حقيقة دينية أو فتوى، بل كان مجرد طرفة في سياق ودي.
وشدد القرني على أن مثل هذه المقاطع المجتزأة غالباً ما تؤدي إلى سوء فهم، ودعا إلى ضرورة التثبت من مصدر وسياق أي محتوى قبل الحكم عليه. وأعاد تأكيد إيمانه بأهمية الدعاء للميت والتصدق عنه، وهي أعمال يبقى أثرها ويمثل دليلاً على عدم نسيان الأهل لأحبائهم الراحلين.
ردود الفعل والانقسام في الآراء
أحدث تصريح الشيخ القرني انقساماً واضحاً في آراء المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، ويمكن تلخيص وجهات النظر الرئيسية في النقاط التالية:
- الجانب المنتقد: رأى هذا الفريق أن كلام الشيخ، حتى وإن كان على سبيل المزاح، يحمل رسالة سلبية ومؤلمة. واعتبروا أن شخصية دينية بحجم القرني يجب أن تكون أكثر حذراً في اختيار كلماتها، لما لها من تأثير واسع على الجمهور. كما أشار البعض إلى أن هذا النوع من الحديث قد يسبب ألماً نفسياً لمن فقدوا أحباءهم.
- الجانب المدافع: دافع آخرون عن الشيخ القرني، مؤكدين أن المقطع واضح في كونه فكاهياً وأن منتقديه يفتقرون إلى حس الدعابة. وشددوا على أن ما قاله يعكس جزءاً من الواقع، فالحياة تستمر بعد الموت، وهذا لا ينفي محبة الأهل للمتوفى. كما ألقى هذا الفريق باللوم على ثقافة الاجتزاء من المقاطع الطويلة ونشرها لإثارة الجدل.
في النهاية، يمثل هذا الجدل مثالاً حياً على كيفية تحول محتوى شخصي وغير رسمي إلى قضية رأي عام في العصر الرقمي، ويسلط الضوء على التحديات التي تواجه الشخصيات العامة في إدارة صورتهم الإعلامية في ظل سهولة انتشار المعلومات خارج سياقها الأصلي.





