انتقادات واسعة للمتحدثة باسم البيت الأبيض بسبب تعليق مثير للجدل
أثارت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، موجة من الجدل والانتقادات في أوائل شهر مايو 2024، بعد ردها على سؤال من أحد الصحفيين بتعليق اعتبره الكثيرون غير لائق وغير مهني. الواقعة، التي حدثت خلال مؤتمر صحفي رسمي، سلطت الضوء مجدداً على طبيعة العلاقة المتوترة بين الإدارة الحالية وبعض وسائل الإعلام، بالإضافة إلى الحساسية المحيطة بأداء الرئيس جو بايدن العلني.

خلفية الواقعة
جاء التصريح المثير للجدل في سياق نقاش حول زلة لسان للرئيس الأمريكي جو بايدن. خلال المؤتمر الصحفي، وجه مراسل شبكة "فوكس نيوز"، بيتر دوسي، سؤالاً إلى جان بيير حول تصريح للرئيس بايدن ذكر فيه خطأً أنه كان يشغل منصب نائب الرئيس خلال فترة تفشي جائحة كوفيد-19، وهو أمر غير صحيح تاريخياً حيث بدأت الجائحة بعد انتهاء فترة نيابته للرئيس أوباما بسنوات. كان السؤال يهدف إلى الاستفسار عن الحالة الذهنية للرئيس وقدرته على أداء مهامه، وهو موضوع يتم تداوله بشكل مستمر في الأوساط السياسية والإعلامية.
التعليق الذي أثار الجدل
بدلاً من تقديم إجابة مباشرة أو توضيح لتصريح الرئيس، اختارت كارين جان بيير أسلوباً مختلفاً في الرد. بعد تبادل قصير للأسئلة مع دوسي، قالت له: "لأن والدتك تشاهد". تم تفسير هذا التعليق على نطاق واسع بأنه نسخة من مزاح "والدتك" (Your mom joke)، وهو أسلوب يُستخدم أحياناً في الحوارات غير الرسمية للسخرية أو للتهرب من الإجابة. اعتبر المراقبون أن استخدام مثل هذا التعبير في مؤتمر صحفي رسمي للبيت الأبيض كان محاولة لتقويض مصداقية الصحفي وتجنب الإجابة على سؤال مشروع يتعلق بالرئيس.
ردود الفعل والانتقادات
قوبل تعليق جان بيير بردود فعل سلبية فورية على وسائل التواصل الاجتماعي ومن قبل المعلقين السياسيين، خاصة من التيار المحافظ. تركزت الانتقادات على عدة نقاط رئيسية، منها:
- غياب المهنية: اعتبر الكثيرون أن الرد كان يفتقر إلى المهنية المطلوبة من شخصية تشغل منصباً رفيعاً كالمتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، وأن اللجوء إلى النكات الشخصية للتهرب من الأسئلة لا يليق بالمقام.
- التهرب من المساءلة: رأى النقاد أن الواقعة مثال واضح على استراتيجية الإدارة الحالية لتجنب الأسئلة الصعبة، خاصة تلك المتعلقة بعمر الرئيس بايدن وقدراته المعرفية.
- استهداف الصحفيين: تم النظر إلى التعليق على أنه هجوم شخصي على الصحفي بدلاً من التعامل مع جوهر سؤاله، مما يساهم في خلق بيئة عدائية تجاه الإعلام.
في المقابل، دافع بعض المؤيدين للإدارة عن جان بيير، معتبرين أن السؤال كان استفزازياً وأن ردها كان محاولة لتخفيف حدة الموقف بأسلوب ساخر، مشيرين إلى أن الصحفي المستهدف معروف بأسئلته الصعبة والمحرجة للإدارة.
الأهمية في السياق الأوسع
تتجاوز أهمية هذه الحادثة كونها مجرد زلة لسان من المتحدثة الرسمية. فهي تلمس قضايا أعمق في المشهد السياسي الأمريكي الحالي. أولاً، تعكس التوتر المستمر بين البيت الأبيض في عهد بايدن ووسائل الإعلام المحافظة مثل "فوكس نيوز"، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بالتحيز ونشر المعلومات المضللة. ثانياً، تعيد إلى الواجهة قضية عمر الرئيس بايدن وكفاءته، وهي إحدى النقاط الرئيسية التي يركز عليها خصومه السياسيون قبل الانتخابات الرئاسية. الطريقة التي يتعامل بها فريق الرئيس الإعلامي مع هذه الأسئلة تخضع لتمحيص دقيق، وأي خطأ يمكن أن يؤجج الجدل القائم.





