السيدة التركية الأولى أمينة أردوغان تزور متحف الفن الإسلامي بالدوحة ضمن جولة رسمية
في خطوة تعكس الاهتمام المشترك بالتبادل الثقافي وتعزيز الروابط بين البلدين، قامت السيدة التركية الأولى أمينة أردوغان بزيارة إلى متحف الفن الإسلامي في العاصمة القطرية الدوحة. جاءت هذه الزيارة، التي جرت بتاريخ السابع من ديسمبر لعام 2022، ضمن جدول أعمال الوفد التركي رفيع المستوى الذي رافق الرئيس رجب طيب أردوغان خلال زيارته الرسمية لدولة قطر، مؤكدة على بُعد جديد للتعاون الثنائي يتجاوز الأطر السياسية والاقتصادية ليشمل الجانب الثقافي والتراثي.

تفاصيل الزيارة وأهميتها الثقافية
عند وصولها إلى المتحف، استقبلت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، السيدة أردوغان بحفاوة. تجولت السيدة الأولى في أروقة المتحف المصممة ببراعة، حيث اطلعت عن كثب على مجموعاته الفنية الفريدة التي تسلط الضوء على عمق وجمال الحضارة الإسلامية. تضمنت الجولة استعراضاً لمجموعة واسعة من المقتنيات التي تعود لأزمنة مختلفة وتراثات إسلامية متنوعة، من مخطوطات قرآنية نادرة وقطع فخارية مزخرفة وسجاد عتيق إلى منسوجات ومجوهرات وأدوات علمية تعكس الإنجازات الفكرية والفنية للعالم الإسلامي عبر القرون. وقد أعربت السيدة أردوغان عن إعجابها الشديد بتنوع المعروضات وقيمتها التاريخية والفنية.
تكتسب هذه الزيارات أهمية خاصة في سياق الدبلوماسية الثقافية، حيث تسهم شخصيات مثل السيدات الأوليات في إبراز القيم المشتركة وتعزيز التفاهم بين الشعوب. فالزيارة لم تكن مجرد جولة تفقدية، بل كانت فرصة للتأكيد على الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين تركيا والعالم الإسلامي، وقطر كجزء حيوي منه. كما أنها ترمز إلى التزام البلدين بالحفاظ على التراث الإسلامي العريق وعرضه للعالم، مما يعزز مكانة الدوحة كمركز ثقافي إقليمي ودولي.
متحف الفن الإسلامي: صرح عالمي للفن والتراث
يُعد متحف الفن الإسلامي في الدوحة واحداً من أبرز وأعرق المتاحف المتخصصة في الفن الإسلامي على مستوى العالم. تم افتتاحه عام 2008، وصممه المعماري الصيني الأمريكي الشهير آي إم بي، الذي استوحى تصميمه من العمارة الإسلامية القديمة، خاصة نافورة الوضوء في مسجد أحمد بن طولون بالقاهرة، مما يضفي عليه طابعاً فريداً يجمع بين الأصالة والحداثة. يقع المتحف على جزيرة اصطناعية قبالة كورنيش الدوحة الخلاب، ويضم مجموعة استثنائية من التحف الفنية التي يعود تاريخها إلى ما بين القرنين السابع والتاسع عشر الميلاديين. تم جمع هذه التحف بعناية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، بما في ذلك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى والهند، مما يجعله نافذة شاملة على الإبداع الفني الإسلامي. ويسعى المتحف من خلال معارضه وبرامجه التعليمية إلى أن يكون مركزاً للتميز البحثي والفني، وأن يقدم رؤى جديدة لفهم الثقافة الإسلامية وتأثيرها العالمي.
عمق العلاقات التركية القطرية وأبعادها الثقافية
تتمتع تركيا وقطر بعلاقات ثنائية قوية ومتجذرة، شهدت تطوراً ملحوظاً على مدى السنوات الماضية، مدفوعة بتطابق الرؤى حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وتتجاوز هذه العلاقات الأطر السياسية والاقتصادية والعسكرية لتمتد إلى مجالات أعمق تشمل التعاون الثقافي والإنساني. غالباً ما تشهد الزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة البلدين توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تغطي طيفاً واسعاً من القطاعات، بما في ذلك التعليم، الصحة، الإعلام، والسياحة، إضافة إلى الفنون والتراث. تأتي زيارة السيدة أمينة أردوغان لمتحف الفن الإسلامي في هذا السياق الأوسع لتعزيز الدبلوماسية الثقافية بين البلدين.
إن تبادل الزيارات الثقافية والتعاون في مجال حفظ وعرض التراث المشترك يُعد ركيزة أساسية لتعزيز التفاهم بين الشعوب وتعميق الروابط بين الأمم. تهدف هذه الجهود إلى إبراز الجوانب الثقافية الغنية لكلا البلدين، وتأكيد الهوية الإسلامية المشتركة، فضلاً عن دعم جهود قطر في أن تكون مركزاً عالمياً للحوار الثقافي والحضاري. هذه الزيارة، في جوهرها، تؤكد على أن الثقافة والفن يمكن أن يكونا جسرين فعالين لبناء علاقات دولية قوية ومستدامة.





