رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تزيح الستار عن العمل الفني "صخرة فوق صخرة أخرى" في حديقة متحف الفن الإسلامي
في مطلع عام 2023، شهدت الساحة الثقافية في قطر حدثًا بارزًا تمثل في إزاحة الستار عن العمل الفني الجديد بعنوان "صخرة فوق صخرة أخرى"، وذلك في حديقة متحف الفن الإسلامي بالدوحة. وقد قامت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، بتدشين هذا العمل الفني المميز، الذي يضاف إلى مجموعة الأعمال الفنية العامة المنتشرة في أنحاء البلاد، مؤكدة على التزام قطر بتعزيز مشهدها الثقافي والفني وإتاحته للجميع.

خلفية العمل الفني والفنان
العمل الفني "صخرة فوق صخرة أخرى" هو من إبداع الفنان السويسري الشهير أورس فيشر (Urs Fischer)، المعروف بأسلوبه الذي يمزج بين الفكاهة والعمق المفاهيمي. يتكون العمل من سلسلة من التماثيل البرونزية الضخمة التي تصور صخورًا مكدسة فوق بعضها البعض بطريقة تبدو وكأنها تتحدى الجاذبية. تتميز هذه الصخور بأسطحها المصقولة العاكسة، التي تتفاعل مع البيئة المحيطة وتعكس السماء والمناظر الطبيعية والزوار، مما يخلق تجربة بصرية ديناميكية ومتغيرة باستمرار. يهدف فيشر من خلال هذا العمل إلى دعوة المشاهدين للتأمل في مفاهيم التوازن، الهشاشة، العلاقة بين الطبيعة والصناعة، والتحولات الزمنية، فضلاً عن مكانة الإنسان في هذا الكون.
يعتبر هذا العمل امتدادًا لفلسفة فيشر الفنية التي تركز على الأشياء اليومية وتحويلها إلى أعمال فنية ذات أبعاد فلسفية عميقة، غالبًا ما تتسم باللعب على مفاهيم الواقع والوهم. هذا التثبيت الفني يجسد رؤية الفنان في إثارة الفضول والتفكير النقدي من خلال الجماليات غير التقليدية.
أهمية المشروع ورؤية متاحف قطر
تكتسب إزاحة الستار عن عمل "صخرة فوق صخرة أخرى" أهمية كبرى ضمن استراتيجية متاحف قطر الرامية إلى تحويل الفضاءات العامة إلى معارض فنية مفتوحة. تهدف هذه المبادرة إلى جعل الفن في متناول أوسع شريحة من الجمهور، ليس فقط في صالات العرض التقليدية، بل أيضًا في الحدائق والساحات والشوارع. وتؤمن متاحف قطر بأن الفن العام يلعب دورًا حيويًا في إثراء التجربة الحضرية وتعزيز الحوار الثقافي والتعبير المجتمعي. إن وجود عمل فني بهذه الضخامة والتعقيد في حديقة متحف الفن الإسلامي يضفي بعدًا جديدًا على زيارة الحديقة والمتحف، محولًا إياها إلى وجهة تجمع بين الاسترخاء الجمالي والتأمل الفكري.
يساهم هذا النوع من الأعمال الفنية في ترسيخ مكانة قطر كمركز ثقافي عالمي، قادر على استقطاب كبار الفنانين وتقديم أعمالهم للجمهور المحلي والدولي. كما يعكس التزام الدولة ببناء إرث ثقافي مستدام يمتد لأجيال، ويرسخ الفن كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية والمشهد العمراني.
المساهمة في المشهد الثقافي لقطر
إن إضافة عمل "صخرة فوق صخرة أخرى" إلى مقتنيات قطر الفنية العامة يعزز من التنوع الفني للمجموعة الوطنية، ويقدم للجمهور فرصة فريدة للتفاعل مع فن معاصر ذي صدى عالمي. يعتبر متحف الفن الإسلامي، بحديقته التي تطل على كورنيش الدوحة، موقعًا مثاليًا لاستضافة مثل هذه الأعمال، حيث يمتزج عبق التاريخ الإسلامي مع حداثة الفن المعاصر في حوار بصري شيق. هذه الخطوة جزء من رؤية أوسع تهدف إلى:
- توسيع نطاق الوصول إلى الفن: تمكين المقيمين والزوار من التفاعل مع الأعمال الفنية في بيئات غير تقليدية.
 - إثراء التجربة السياحية: إضافة عوامل جذب ثقافية فريدة تدعم صناعة السياحة في قطر.
 - تعزيز الحوار الفني: فتح قنوات جديدة للنقاش حول الفن المعاصر ودوره في المجتمع.
 - دعم الفنانين العالميين والمحليين: توفير منصة لعرض إبداعاتهم وإلهام الجيل القادم من المبدعين.
 
تؤكد هذه المبادرات على رؤية قطر الطموحة في أن تصبح مركزًا رائدًا للثقافة والفنون في المنطقة والعالم، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي واستثماراتها الكبيرة في البنية التحتية الثقافية.





