وزير الأوقاف يتفقد متحف الفن الإسلامي في الدوحة برفقة وفد ديني
في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالترابط الثقافي والديني داخل العالم الإسلامي، قام الدكتور محمد أبو الخير شكري، وزير الأوقاف، بزيارة رسمية إلى متحف الفن الإسلامي في الدوحة. هذه الزيارة، التي جرت في أواخر شهر سبتمبر 2024، تخللها وفد رفيع المستوى ضم الدكتور إبراهيم شاشو، مفتي حلب، والدكتور بلال تركية، القائم بأعمال السفارة السورية في الدوحة، بالإضافة إلى شخصيات دينية بارزة أخرى. وقد ركزت الجولة على استكشاف المجموعات الفنية الغنية التي يضمها المتحف، والتي تغطي ما يزيد عن 1400 عام من الحضارة الإسلامية، مؤكدة على الالتزام المشترك بتبادل الثقافات والفهم المتبادل بين الشعوب الإسلامية.

خلفية عن متحف الفن الإسلامي
يُعد متحف الفن الإسلامي (MIA)، الذي صممه المعماري الشهير آي إم بي، تحفة معمارية تقف شامخة على كورنيش الدوحة، ويُشكل منارة للثقافة الإسلامية. منذ افتتاحه في عام 2008، اكتسب المتحف مكانة عالمية كواحد من أبرز المؤسسات المخصصة لعرض النطاق الكامل للفن الإسلامي. تشمل مجموعاته الفنية تحفًا فريدة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، بدءًا من إسبانيا وصولاً إلى آسيا الوسطى والهند، وتضم الخزف والمنسوجات والأعمال المعدنية والمخطوطات والأدوات العلمية الدقيقة. لا تقتصر رسالة المتحف على العرض فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز فهم الثقافة الإسلامية وتاريخها وإسهاماتها الجليلة في الحضارة العالمية. هذه الأهداف تجعل منه مركزًا حيويًا للباحثين والفنانين والجمهور على حد سواء، وتضمن جهود التنظيم والترميم الدقيقة في المتحف الحفاظ على هذه التحف التي لا تقدر بثمن للأجيال القادمة، لتكون شاهدة على الإنجازات الجمالية والفكرية للمجتمعات الإسلامية عبر العصور الطويلة.
تفاصيل الزيارة والجولات داخل المتحف
خلال الجولة التفصيلية التي قام بها الوفد، تلقى الوزير شكري ومرافقوه شرحًا وافيًا عن المعروضات المتنوعة، مع إيلاء اهتمام خاص للمجموعات التي تسلط الضوء على الحرفية الدقيقة والأبعاد الروحية العميقة المتجذرة في الفن الإسلامي. وقد أظهر الوفد اهتمامًا كبيرًا بالتفاعل مع مسؤولي المتحف وخبراءه، حيث ناقشوا الأهمية التاريخية لقطع فنية محددة والروايات الغنية التي تحملها. إن وجود كل من مفتي حلب والقائم بأعمال السفارة السورية يؤكد على الطبيعة متعددة الأوجه لهذه الزيارة، حيث يمتزج فيها الدور القيادي الديني بالتمثيل الدبلوماسي. ومن المرجح أن تكون المناقشات قد تناولت دور المؤسسات الدينية، مثل وزارة الأوقاف، في دعم المبادرات الثقافية وضمان استمرار ازدهار التعبيرات الفنية للإيمان وتوافرها عالميًا. وقد مثلت الزيارة فرصة للتفاعل المباشر مع التجسيدات المادية للتراث الإسلامي، مما وفر صلة ملموسة بالماضي الغني الذي يربط الأمة الإسلامية.
أهداف الزيارة وسياقها الأوسع
تحمل زيارة وزير الأوقاف لمثل هذه المؤسسة الثقافية المرموقة ثقلاً كبيرًا، إذ تُشير إلى نهج استباقي من قِبل الوزارات الدينية للانخراط في جهود الحفاظ على الثقافة ودعمها، إدراكًا منها لقوة الفن كوسيط فعال لنقل الروايات الروحية والتاريخية. ومن منظور أوسع، تُساهم هذه الزيارات رفيعة المستوى في تعزيز الدبلوماسية الثقافية. فهي تُسهل الحوار بين الدول حول التراث المشترك، مما يُعزز الاحترام والتفاهم المتبادل في العلاقات الدولية. بالنسبة لوزارة الأوقاف، التي تُناط بها عادة مسؤولية الأوقاف الدينية والمساجد والتعليم الديني، فإن الانخراط مع مؤسسة مثل متحف الفن الإسلامي يُعزز فكرة أن التراث الثقافي جزء لا يتجزأ من الهوية الدينية ومكون أساسي للفخر الوطني والإسلامي الشامل. كما تُبرز أهمية التعليم والتوعية لضمان تقدير الأجيال القادمة لجذورها التاريخية والثقافية.
الآثار المستقبلية والتعاون المحتمل
يُتوقع أن تفتح هذه الزيارة آفاقًا للتعاون المستقبلي بين وزارة الأوقاف ومتحف الفن الإسلامي، أو هيئات ثقافية مماثلة في المنطقة. يمكن أن تتراوح أشكال هذا التعاون من تنظيم معارض مشتركة تركز على جوانب محددة من التراث الإسلامي، إلى تبادلات أكاديمية ومشاريع بحثية تهدف إلى استكشاف وتوثيق الفن والتاريخ الإسلامي بشكل أعمق. من خلال تعزيز الروابط القوية، يمكن للمؤسستين تعزيز قدراتهما على تثقيف الجمهور والمساهمة بفاعلية في الخطاب العالمي حول الحضارة الإسلامية العريقة. كما أن وجود الوفد يرسل رسالة قوية حول القيمة المستدامة الموضوعة على الاستمرارية الثقافية ودور الفن في بناء التفاهم بين المجتمعات المختلفة، سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه. يُسلط هذا التفاعل الضوء على دور قطر كمركز ثقافي إقليمي متنامٍ، ويؤكد على التزام الدول الإسلامية بحماية وتعزيز ثروتها الثقافية المشتركة على الساحة الدولية.





