الصليب الأحمر يُسلّم 30 جثمانًا لفلسطينيين: علامات عنف وجنازير دبابات تثير القلق
في الأيام الأخيرة، سلّم اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) ثلاثين جثمانًا لفلسطينيين إلى وزارة الصحة في قطاع غزة. هذه العملية الإنسانية، التي جاءت في سياق التوترات المستمرة في المنطقة، أثارت قلقًا واسعًا ومطالبات بالتحقيق الفوري بعد تقارير أولية عن اكتشاف علامات عنف واضحة على الجثامين، بما في ذلك ما وُصف بآثار جنازير دبابات على بعضها، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.

خلفية الأحداث
تُعدّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسيطًا إنسانيًا محايدًا في النزاعات المسلحة، وتضطلع بمهام أساسية تشمل حماية أرواح وكرامة ضحايا الحروب، وتسهيل تبادل الأسرى والجثامين. تأتي عملية تسليم الجثامين هذه ضمن جهود اللجنة المستمرة لتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، الذي يشهد صراعًا دامياً منذ أشهر. لطالما كانت مسألة جثامين المفقودين والمعتقلين الفلسطينيين قضية حساسة ومصدر قلق للعائلات والمؤسسات الحقوقية، حيث تطالب هذه العائلات باستمرار بمعرفة مصير أبنائها ودفنهم وفقًا لمعتقداتهم وتقاليدهم. يُشار إلى أن هذه العملية قد تكون مرتبطة باتفاقيات سابقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي غالبًا ما تشمل بنودًا إنسانية مثل تسليم جثامين المتوفين.
تفاصيل عملية التسليم
تمت عملية التسليم مؤخراً في قطاع غزة، وشملت 30 جثمانًا، وقد تسلّمتها وزارة الصحة الفلسطينية عبر نقطة عبور محددة. عقب استلام الجثامين، باشرت الطواقم الطبية والفنية في غزة بعمليات الفحص الأولي ومحاولات التعرف على هوياتها، وهي مهمة معقدة تتطلب تدقيقًا دقيقًا، خاصة في ظل الظروف الراهنة. تهدف هذه الإجراءات إلى تحديد هوية الضحايا لإبلاغ ذويهم ومنحهم فرصة دفنهم بشكل لائق، وهو حق أساسي تكفله القوانين الإنسانية الدولية. غالبًا ما تتم هذه العمليات بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان احترام الكرامة الإنسانية للضحايا وعائلاتهم.
المزاعم حول علامات العنف
الجانب الأكثر إثارة للقلق في هذه العملية هو التقارير الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، والتي أفادت باكتشاف علامات عنف شديدة وواضحة على الجثامين. ومن أبرز هذه العلامات التي أُبلغ عنها وجود آثار جنازير دبابات على أجساد بعض المتوفين، بالإضافة إلى كسور متعددة وكدمات وعلامات تقييد. هذه المزاعم أطلقت جرس إنذار لدى المنظمات الحقوقية، حيث إن مثل هذه العلامات قد تشير إلى:
- التعذيب أو المعاملة القاسية: التي يحظرها القانون الدولي الإنساني بشكل مطلق، وتعتبر جرائم حرب.
 - الوفاة في ظروف قاسية: نتيجة إصابات بالغة أثناء الاعتقال أو القتال، أو إهمال طبي متعمد.
 - الإعدام خارج نطاق القانون: في حال تم استهدافهم عمدًا وهم في وضع لا يسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم.
 
إن وجود هذه العلامات، بحسب المزاعم، يثير تساؤلات جدية حول الظروف التي أدت إلى وفاة هؤلاء الفلسطينيين، سواء كانوا معتقلين سابقين أو مدنيين تم العثور على جثامينهم.
ردود الأفعال والمطالبات بالتحقيق
أعربت وزارة الصحة في غزة والعديد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية عن قلقها البالغ إزاء هذه التقارير، وطالبت بفتح تحقيق دولي مستقل وشفاف للكشف عن ملابسات وفاة هؤلاء الأشخاص. ودعت هذه الجهات إلى ضرورة:
- جمع الأدلة الجنائية والطبية من الجثامين المكتشفة.
 - تحديد الأسباب الحقيقية للوفاة وكيفية حدوث هذه الإصابات.
 - محاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني أو حقوق الإنسان.
 
تؤكد هذه المطالبات على أهمية الشفافية والمساءلة في أوقات النزاع لضمان عدم إفلات مرتكبي الجرائم من العقاب، ولحماية حقوق الضحايا وذويهم في معرفة الحقيقة.
السياق الأوسع والتداعيات
تُسهم هذه الحادثة في تعميق حالة انعدام الثقة وتصعيد التوترات في المنطقة. فالتقارير عن علامات عنف على الجثامين تزيد من معاناة العائلات، وتثير غضبًا شعبيًا، وتضع ضغوطًا إضافية على جهود الوساطة الرامية إلى تحقيق السلام أو هدنات إنسانية. كما أن هذه المزاعم تحمل تداعيات خطيرة على صعيد القانون الدولي، وتستدعي تدقيقًا من قبل الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والقانون الإنساني. إن ضمان التحقيق الشامل والمحايد في مثل هذه الحوادث هو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على مبادئ العدالة وتجنب تكرار الانتهاكات في المستقبل.




