الصليب الأحمر يتابع جهود البحث عن رفات المحتجزين الإسرائيليين في غزة
في خضم التطورات المستمرة للنزاع في قطاع غزة، تبرز الجهود الإنسانية المتعلقة بمصير المحتجزين الإسرائيليين، حيث تتابع اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن كثب عمليات البحث المعقدة والمحفوفة بالمخاطر عن رفات من يُعتقد أنهم قُتلوا. ويأتي دور المنظمة كجزء من تفويضها الإنساني المحايد في النزاعات المسلحة، والذي يركز على تخفيف المعاناة الإنسانية وضمان معاملة كريمة للضحايا، بما في ذلك المتوفون.

خلفية الدور الإنساني المحايد
تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بموجب اتفاقيات جنيف، التي تمنحها دورًا فريدًا كوسيط محايد ومستقل في أوقات الحرب. ولا تشارك المنظمة في العمليات العسكرية أو الاستخباراتية، بما في ذلك عمليات البحث التي تقوم بها الأطراف المتحاربة. بدلًا من ذلك، يتركز دورها على الجوانب الإنسانية البحتة. وفيما يتعلق بملف المفقودين والمتوفين، فإن مهمتها تشمل:
- التنسيق لتسهيل استعادة وتسليم الرفات البشرية بطريقة تحفظ كرامتهم.
- المساعدة في عمليات تحديد الهوية لضمان إعادتهم إلى عائلاتهم.
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأسر المفقودين.
- ضمان أن جميع الإجراءات تتم وفقًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني.
هذا الدور يكتسب أهمية خاصة في النزاعات شديدة الاستقطاب، حيث يوفر الصليب الأحمر قناة تواصل موثوقة بين الأطراف المتنازعة لمعالجة القضايا الإنسانية الحساسة.
سياق العمليات والتطورات الأخيرة
منذ بدء العمليات العسكرية في أعقاب هجمات 7 أكتوبر 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي في مناسبات متعددة عن استعادة جثامين عدد من المحتجزين من مواقع مختلفة داخل قطاع غزة. وتتم هذه العمليات العسكرية وسط قتال عنيف وبيئة ميدانية معقدة للغاية، مما يجعل مهام البحث والإنقاذ أو الاستعادة محفوفة بالمخاطر الشديدة. في هذا السياق، تكمن متابعة الصليب الأحمر في استعداده للتدخل عند الحاجة وبطلب من الأطراف المعنية لتسهيل عملية نقل الرفات وضمان التعامل معها بشكل إنساني. وتقتصر مشاركته على ما بعد تحديد موقع الجثامين من قبل أحد أطراف النزاع، حيث يمكنه المساعدة في تأمين ممر آمن لعمليات التسليم أو التحقق.
الأهمية والتحديات
تعتبر قضية المحتجزين ورفات القتلى منهم من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا في النزاع الحالي. بالنسبة للعائلات، يمثل استعادة رفات أحبائهم خطوة ضرورية لإغلاق فصل مؤلم من معاناتهم والسماح لهم بإجراء مراسم الدفن اللائقة. إن وجود منظمة دولية محايدة مثل الصليب الأحمر يضفي على هذه العملية طابعًا إنسانيًا ويضمن الالتزام بالمعايير الدولية، بعيدًا عن التجاذبات السياسية. ومع ذلك، تواجه هذه الجهود تحديات هائلة، أبرزها الوضع الأمني المتدهور وصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق بسبب القصف المستمر والعمليات البرية، مما يعرقل أي تحرك إنساني ويجعله خطيرًا للغاية.
الموقف الرسمي للمنظمة
تؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر باستمرار على دعوتها للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين. كما تطالب بشكل متكرر بالسماح لها بالوصول إليهم لتقييم أوضاعهم وتقديم الرعاية اللازمة، وهو طلب لم يتحقق حتى الآن. وفيما يخص المتوفين، تجدد المنظمة استعدادها الدائم للعمل كوسيط محايد لتسهيل إعادة رفاتهم إلى عائلاتهم، مشددة على أن هذا واجب إنساني وقانوني يقع على عاتق جميع أطراف النزاع. يظل دورها معلقًا على موافقة الأطراف وتوفر الظروف الأمنية التي تسمح بتنفيذ هذه المهام الحساسة بأمان وكرامة.





