الكشف عن اكتشاف أثري هام في هرم خوفو بمصر، بحسب زاهي حواس
تستعد مصر في الآونة الأخيرة لإعلان وشيك بشأن اكتشاف أثري بارز داخل أحد أبرز عجائب الدنيا القديمة، وهو هرم خوفو الأكبر بالجيزة. جاء هذا التأكيد على لسان عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس، الذي ألمح إلى أن الإعلان المرتقب سيكشف عن تفاصيل تتعلق باكتشاف كبير من شأنه أن يضيف بُعداً جديداً لفهمنا لهذا الصرح المعماري الفريد.

خلفية الاكتشافات: مشروع "سكان بيراميدز"
تعود هذه التطورات إلى الجهود المستمرة لمشروع "سكان بيراميدز" (ScanPyramids)، وهو مبادرة علمية دولية أطلقت في عام 2015 بهدف استكشاف الهياكل الداخلية للأهرامات المصرية الكبرى، بما في ذلك هرمي خوفو وخفرع، باستخدام تقنيات غير جراحية ومتطورة للغاية. يضم المشروع باحثين من مصر وفرنسا واليابان، ويعتمد بشكل أساسي على تقنية الميونات الكونية (muography) والتصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء لإجراء مسح شامل دون المساس بالبناء الأصلي.
لقد أثمرت هذه التقنيات عن اكتشافات مهمة في السنوات الماضية، أبرزها:
- الفراغ الكبير (The Big Void أو ScanPyramids Big Void - SPBV): في عام 2017، تم الكشف عن فراغ ضخم غير معروف سابقًا يبلغ طوله حوالي 30 مترًا، يقع فوق البهو العظيم (Grand Gallery) داخل هرم خوفو. أثار هذا الاكتشاف تساؤلات عديدة حول وظيفته المحتملة، سواء كانت غرفة مخفية، ممرًا سريًا، أو مجرد فراغ بنائي لتخفيف الضغط على الهياكل السفلية.
- الممر الشمالي: في مارس 2023، تم تأكيد وجود ممر مخفي يبلغ طوله تسعة أمتار خلف المدخل الأصلي للهرم. تم اكتشافه بواسطة تقنيات المسح بالميونات الكونية، ثم تم تأكيده بصريًا باستخدام منظار داخلي صغير. لا يزال الغرض من هذا الممر قيد البحث، وقد يكون جزءًا من نظام مدخل أكثر تعقيدًا أو يؤدي إلى حجرات أخرى.
الإعلان المرتقب وأهميته
تأتي تصريحات زاهي حواس الحالية لتشير إلى أن الإعلان القادم قد يكون بمثابة تتويج لهذه الجهود، وقد يقدم تفسيرات جديدة للفراغ الكبير أو الممر الشمالي، أو ربما يكشف عن اكتشاف آخر غير متوقع. عادةً ما تتبع تصريحات حواس تحضيرات مكثفة للإعلانات الرسمية، مما يوحي بأن الكشف القادم سيحمل أهمية بالغة في الأوساط الأثرية والعلمية.
يُتوقع أن يسهم هذا الإعلان في إلقاء مزيد من الضوء على أسرار بناء هرم خوفو، الذي ظل لآلاف السنين رمزًا للإبداع الهندسي المصري القديم. ففهم هذه الفراغات والممرات المخفية يمكن أن يوفر أدلة حول الطرق التي استخدمها المصريون القدماء في تشييد هذه الهياكل الضخمة، أو يكشف عن حجرات لم يتم الوصول إليها بعد وتحمل كنوزًا من المعلومات التاريخية.
المنهجية والتأثير المستقبلي
تؤكد هذه الاكتشافات على القيمة الكبيرة للتقنيات غير الجراحية، مثل التصوير بالميونات الكونية، في مجال علم الآثار. فبدلاً من التدخل المادي الذي قد يعرض الآثار للخطر، تسمح هذه الأدوات للعلماء "بالرؤية" عبر الكتل الحجرية الضخمة للهرم، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستكشاف والبحث دون إلحاق أي ضرر. لا تقتصر أهمية هذه الاكتشافات على الجانب العلمي فحسب، بل تمتد لتشمل الجانب الثقافي والسياحي، حيث تجدد الاهتمام العالمي بالحضارة المصرية القديمة وتجذب مزيدًا من الزوار لاستكشاف عجائبها.
إن ترقب الإعلان الرسمي يعكس شغف العالم بالتعرف على المزيد من أسرار أهرامات الجيزة، ويعد بمثابة خطوة إضافية نحو فك رموز واحدة من أعظم الألغاز التاريخية التي حيرت البشرية لقرون طويلة.




