زاهي حواس: الفراعنة يزورونني في المنام وقرب اكتشاف مقبرة نفرتيتي
أدلى عالم الآثار المصري الشهير الدكتور زاهي حواس مؤخراً بتصريحات مثيرة للجدل والاهتمام، حيث كشف عن علاقة شخصية وروحية عميقة تربطه بقدماء المصريين، تمتد إلى رؤى في المنام. تزامنت هذه الكشوفات الشخصية مع إعلان أكثر أهمية للباحثين ومحبي التاريخ، وهو إشارته القوية إلى أن فريقه يقترب من اكتشاف مقبرة الملكة نفرتيتي الغامضة، التي طالما كانت هدفًا رئيسيًا لعلماء الآثار حول العالم.

العلاقة الروحية بقدماء المصريين
لطالما عُرف الدكتور زاهي حواس بشغفه العميق والمتقد بالحضارة المصرية القديمة، وهو شغف يتجاوز حدود البحث الأكاديمي ليصل إلى مستوى الاتصال الروحي. في تصريحاته الأخيرة، أفصح حواس عن شعوره بالعيش الدائم وسط الفراعنة، مؤكداً أنهم يزورونه في أحلامه بصفة مستمرة. يرى حواس في هذه الزيارات الليلية مصدر سعادة غامرة وإلهام مستمر، مما يعكس عمق علاقته الوجدانية والمهنية بالحضارة التي كرس حياته للكشف عن أسرارها.
تُبرز هذه التصريحات الجانب الشخصي والفريد في شخصية حواس، الذي غالبًا ما يمزج بين السرد العلمي والتأملات الفلسفية حول الماضي. إن إيمانه بالاتصال المستمر مع أرواح الفراعنة ليس مجرد حكاية شخصية، بل يمثل بالنسبة له قوة دافعة تزيد من عزيمته في سعيه الدؤوب لكشف المزيد عن تاريخ مصر العظيم، وإعادة أمجادها إلى الواجهة العالمية.
البحث المستمر عن مقبرة نفرتيتي
يُعد العثور على مقبرة الملكة نفرتيتي أحد أبرز الأحلام التي تراود علماء الآثار والباحثين في مجال المصريات منذ عقود. نفرتيتي، والتي تعني "الجميلة قد أتت"، كانت زوجة الفرعون أخناتون وأم الملك توت عنخ آمون (أو والدته بالتبني وفقاً لبعض النظريات)، وعاشت خلال فترة فريدة ومثيرة للجدل في تاريخ مصر القديمة، وهي حقبة العمارنة. على الرغم من مكانتها البارزة في الدولة الحديثة وجمالها الأيقوني الذي تجلى في تمثالها النصفي الشهير، إلا أن مكان دفنها بقي أحد أكبر الألغاز الأثرية.
لطالما كان الدكتور زاهي حواس في طليعة هذه الجهود، حيث أشرف وقاد العديد من الحملات الاستكشافية في وادي الملوك بالأقصر، المنطقة التقليدية لدفن ملوك وملكات الأسرات المصرية الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين. خلال السنوات الماضية، تناول حواس مسألة مقبرة نفرتيتي في مناسبات عدة، مشيراً إلى نظريات مختلفة ومؤكداً التزام فريقه بالعثور عليها. تصريحاته الأخيرة، التي أدلى بها مؤخراً، حول "قرب اكتشاف" المقبرة، أثارت موجة من التفاؤل والترقب في الأوساط الأثرية والإعلامية العالمية.
شهدت السنوات الماضية نقاشات واسعة ونظريات متعددة حول موقع مقبرة نفرتيتي المحتمل. من أبرز هذه النظريات كانت تلك التي قدمها عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفز، الذي اقترح في عام 2015 وجود غرف سرية غير مكتشفة خلف جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون في وادي الملوك، معتقداً أنها قد تكون المقبرة الأصلية لنفرتيتي. وقد أدت هذه النظرية إلى عمليات مسح بالرادار وفحوصات متقدمة، لكن النتائج لم تقدم أدلة قاطعة تدعم الفرضية بشكل لا لبس فيه، مما دفع بفرق البحث، بما في ذلك فريق الدكتور حواس، إلى استكشاف مسارات أخرى.
يشير حواس في تصريحاته الأخيرة إلى أن البحث الحالي يركز على منطقة معينة في الوادي الغربي لوادي الملوك، بناءً على بيانات جديدة ونتائج مسح أثري باستخدام تقنيات حديثة. وقد أعرب عن ثقته بأن النتائج المتراكمة تشير بقوة إلى أن الاكتشاف بات وشيكًا. إن العثور على مقبرة ملكة بحجم وأهمية نفرتيتي سيكون حدثًا استثنائيًا وغير مسبوق، قادرًا على إعادة كتابة أجزاء من التاريخ المصري القديم وتقديم فهم أعمق للعديد من الجوانب الغامضة في تلك الفترة.
الأهمية والتأثير المحتمل
إذا ما تحقق اكتشاف مقبرة نفرتيتي، فإنه سيمثل إنجازًا أثريًا هائلاً لمصر والعالم بأسره. ستوفر المقبرة المحتملة كنوزًا أثرية لا تقدر بثمن، ليس فقط من حيث القطع الأثرية ولكن أيضًا من حيث النصوص والنقوش التي قد تكشف تفاصيل جديدة عن الحياة السياسية والدينية والاجتماعية في عصرها الفريد. كما سيساهم الاكتشاف في حل العديد من الألغاز التاريخية المحيطة بفترة حكم أخناتون وثورة العمارنة.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن يجذب هذا الاكتشاف اهتمامًا عالميًا غير مسبوق، مما يعزز مكانة مصر كمركز للتراث الحضاري ويدفع عجلة السياحة الثقافية بشكل كبير. إن الكشف عن أسرار ملكة بهذا القدر من الأهمية يعكس التزام مصر المستمر بحماية واستكشاف تاريخها الغني، ويؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه الآثار في تشكيل فهمنا للحضارات القديمة.
تُعد تصريحات الدكتور زاهي حواس الأخيرة مزيجًا فريدًا من الانجذاب الصوفي لمصر القديمة والوعد الملموس باكتشاف تاريخي رائد. فبينما تسلط قصصه الشخصية عن زيارات الفراعنة الضوء على ارتباطه الروحي العميق بالماضي، فإن تلميحاته حول مقبرة نفرتيتي تعيد إحياء الحماس العالمي لإحدى أكثر الجوائز الأثرية مراوغة. يترقب العالم المزيد من الإعلانات، على أمل أن يشهد فصلاً تاريخيًا آخر في السرد المستمر لعجائب مصر القديمة.




