الملكة رانيا والأميرة سلمى تستكشفان المتحف المصري الكبير في رحلة زمنية وتاريخية
في خطوة تعكس عمق الروابط الثقافية والتاريخية بين الأردن ومصر، قامت الملكة رانيا العبد الله، ملكة الأردن، بزيارة مميزة إلى المتحف المصري الكبير في القاهرة، بصحبة ابنتها الأميرة سلمى بنت عبد الله الثاني. وقد جاءت هذه الزيارة ضمن فعاليات حفل افتتاح الصرح الثقافي الضخم، الذي طال انتظاره، وقد شاركت الملكة لقطات من هذه الرحلة عبر صفحاتها الرسمية، واصفة إياها بـ "أحلى رحلة عبر الزمن" مع ابنتها الأميرة سلمى، ما يعكس التجربة الغنية التي خاضتها الأم وابنتها.

خلفية الزيارة والمتحف
تكتسب زيارة الملكة رانيا والأميرة سلمى أهمية خاصة في سياق العلاقات الأردنية المصرية المتينة، والتي تتجاوز الأبعاد السياسية لتشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية. وتعتبر مشاركة شخصيات ملكية رفيعة المستوى في مثل هذه الفعاليات الكبرى بمثابة تأكيد على الدعم المتبادل والتقدير للحضارة المشتركة، وتعزيزاً للروابط التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين.
يُعد المتحف المصري الكبير (GEM)، الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة، أحد أضخم متاحف العالم المخصصة لحضارة واحدة. وهو مشروع طموح يهدف إلى عرض كنوز مصر القديمة بطريقة حديثة ومبتكرة، ليصبح نافذة عالمية على تاريخ يمتد لآلاف السنين. وقد استغرق إنشاؤه عقوداً، وشهد مراحل متعددة من التخطيط والتنفيذ، وكان افتتاحه الرسمي أو الافتتاح الجزئي محل ترقب كبير على المستويين المحلي والدولي كحدث تاريخي يعيد تعريف تجربة استكشاف الحضارة المصرية القديمة.
من المتوقع أن يلعب المتحف دوراً محورياً في تعزيز السياحة الثقافية في مصر، وتقديم تجربة غامرة للزوار تمكنهم من استكشاف التحف الأثرية، بما في ذلك المجموعة الكاملة لـ الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، والتي ستعرض للمرة الأولى مجتمعة في مكان واحد. هذا الصرح ليس مجرد متحف، بل هو مركز ثقافي وبحثي يجسد روح مصر الحديثة المتصلة بجذورها التاريخية العميقة، ويقدم رؤية شاملة للتقدم الحضاري.
تفاصيل الزيارة والتجربة الثقافية
خلال مشاركتها في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، أتيحت للملكة رانيا والأميرة سلمى فرصة استكشاف جزء من مقتنيات المتحف الهائلة، والتي تحكي قصة الحضارة المصرية العريقة. وقد أعربت الملكة رانيا عن امتنانها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والسيدة انتصار السيسي على الترحيب الحار، مشيدة بالحفل ووصفته بأنه "رائع جسد حاضر مصر وتاريخها العريق"، وهو ما يشير إلى الإعداد المتقن والتنظيم الباهر للفعالية التي أبهرت الحضور.
تجولتا الملكة والأميرة بين القاعات التي تضم آلاف القطع الأثرية النادرة، وشاهدتا عن كثب التحف الفنية التي تجسد عظمة الفراعنة وروعة فنهم وهندستهم المعمارية. هذه التجربة لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت فرصة للغوص في عمق التاريخ الإنساني، والتعرف على تفاصيل حياة وأساطير المصريين القدماء. الصور التي شاركتها الملكة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي جمعتها بابنتها الأميرة سلمى، أظهرت مدى استمتاعهما بهذه "الرحلة عبر الزمن"، مؤكدة على البعد الشخصي والعائلي لهذه الزيارة الثقافية الملهمة.
تُعد الأميرة سلمى، خريجة أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وشغفها بالثقافة والتاريخ، خير رفيق لوالدتها في هذه الزيارة التي جمعت بين الجانب الرسمي والشخصي، مما أضفى عليها طابعاً خاصاً يعكس اهتمام الأسرة الملكية الأردنية بالحفاظ على التراث الحضاري والاطلاع عليه من خلال أهم صروحه.
أهمية الزيارة وتأثيرها
تحمل زيارة الملكة رانيا والأميرة سلمى للمتحف المصري الكبير دلالات متعددة على مستويات مختلفة:
- تعزيز العلاقات الثنائية: تؤكد الزيارة على قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، وتساهم في تعزيز التفاهم والتعاون الثقافي بين البلدين الشقيقين على المدى الطويل.
- الترويج السياحي والثقافي: تسلط هذه الزيارة رفيعة المستوى الضوء عالمياً على المتحف المصري الكبير كوجهة ثقافية وسياحية رئيسية، وتشجع الزوار من مختلف أنحاء العالم على استكشاف كنوز مصر القديمة. إن مشاركة صور وتعليقات من شخصيات ملكية مؤثرة يزيد من جاذبية المتحف على الساحة الدولية ويزيد الوعي به.
- الإلهام والقدوة: تمثل الزيارة نموذجاً لأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والتعريف به للأجيال الجديدة. كما أنها تلهم الشباب للاطلاع على تاريخ حضاراتهم والافتخار بها، وتعزيز هويتهم الثقافية.
- الدبلوماسية الثقافية: تعتبر الزيارة جزءاً من جهود الدبلوماسية الثقافية التي تهدف إلى بناء الجسور بين الشعوب من خلال التبادل الثقافي والفني، مما يعزز السلام والتفاهم المتبادل بين الأمم.
وقد شكلت الزيارة، التي جرت خلال فترة هامة من تاريخ مصر الحديث مع اكتمال مشروع المتحف، لحظة محورية في تسليط الضوء على إنجازات مصر في مجال الحفاظ على تراثها وتقديمه للعالم بأبهى صورة. إن تقدير الملكة رانيا للحفل وللجهود المبذولة في إنشاء المتحف يعكس وعياً بأهمية هذه المؤسسة الثقافية كرمز للهوية الوطنية والفخر القومي الذي يمتد لآلاف السنين.
في الختام، لم تكن زيارة الملكة رانيا والأميرة سلمى للمتحف المصري الكبير مجرد فعالية رسمية، بل كانت احتفالاً بالتاريخ والحضارة، ورحلة شخصية وعائلية عبر آلاف السنين من الإبداع الإنساني. إن هذه اللحظات التي شاركتها الملكة تعكس شغفها بالثقافة، وتؤكد على الدور الحيوي للمتاحف كبوابات للزمن، تربط الماضي بالحاضر وتلهم المستقبل بمعرفة عظيمة.





