الولايات المتحدة تؤكد تحليق مسيّرات فوق غزة لدعم جهود البحث عن الرهائن
أكد مسؤولون أميركيون، في تطور لافت ضمن مجريات الصراع الدائر، أن الولايات المتحدة تقوم بتشغيل طائرات استطلاع بدون طيار فوق قطاع غزة. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن هذه العمليات، التي بدأت في أعقاب هجمات 7 أكتوبر 2023، تهدف بشكل أساسي إلى المساعدة في جهود تحديد مواقع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس وفصائل أخرى، ومن بينهم مواطنون أميركيون.

تفاصيل المهمة وطبيعتها
وفقاً للتصريحات الرسمية، فإن المسيّرات المُستخدمة في هذه المهام هي طائرات غير مسلحة، وتقتصر مهمتها على الاستطلاع والمراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية (ISR). ويعتقد أن الطراز المستخدم هو MQ-9 Reaper، وهي طائرة متطورة قادرة على التحليق لساعات طويلة على ارتفاعات شاهقة، ومجهزة بأجهزة استشعار بصرية وحرارية ورادارية فائقة الدقة، مما يمكنها من جمع معلومات تفصيلية عن الوضع على الأرض.
الهدف المعلن لهذه الطلعات الجوية هو توفير معلومات استخباراتية حيوية يمكن أن تساهم في تحديد أماكن احتجاز الرهائن وتقديم الدعم لعمليات الإنقاذ المحتملة. وتأتي هذه الخطوة في إطار الدعم الذي تقدمه إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل، مع التركيز بشكل خاص على قضية الرهائن التي تعتبرها واشنطن أولوية قصوى.
السياق والخلفية
بدأت هذه العمليات الجوية كجزء من الاستجابة الأميركية الشاملة بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل المئات واحتجاز أكثر من 200 شخص كرهائن، بينهم عدد من حملة الجنسية الأميركية. ومنذ ذلك الحين، قدمت الولايات المتحدة دعماً عسكرياً واستخباراتياً كبيراً لإسرائيل، شمل إرسال حاملات طائرات إلى المنطقة وتقديم المشورة العسكرية.
ويمثل تحليق المسيّرات فوق غزة انخراطاً أميركياً مباشراً في جمع المعلومات الاستخباراتية من داخل منطقة الصراع، وهو ما يعكس مدى خطورة الموقف وحساسية قضية الرهائن بالنسبة لواشنطن. وقد تم رصد هذه الطائرات من خلال برامج تتبع الرحلات الجوية العامة قبل أن يصدر التأكيد الرسمي من البنتاغون.
التكهنات والدلالات الأوسع
على الرغم من أن البيان الرسمي يشدد على أن المهمة محصورة في دعم جهود تحرير الرهائن، فإن وجود مثل هذه القدرات الاستخباراتية المتقدمة في سماء غزة قد أثار تكهنات وتحليلات أوسع. فالبيانات التي تجمعها طائرات MQ-9 Reaper يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة لأغراض عسكرية أخرى، مما يطرح تساؤلات حول مدى ونطاق مشاركة هذه المعلومات مع الجيش الإسرائيلي. تشمل القدرات المحتملة لهذه الطائرات:
- مراقبة تحركات القوات والمقاتلين على الأرض بشكل دقيق.
- تحديد الأهداف العسكرية المحتملة ورسم خرائط للبنية التحتية.
- توفير صورة شاملة وفورية لمجريات العمليات الميدانية.
- اعتراض الاتصالات اللاسلكية في بعض الحالات.
هذا التحرك يسلط الضوء على العمق الاستراتيجي للتعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويؤكد على أن واشنطن لا تكتفي بتقديم الدعم المادي، بل تشارك بفاعلية في جمع المعلومات من قلب ساحة المعركة، وإن كان ذلك لأغراض محددة ومعلنة.
الأهمية والتداعيات
تكمن أهمية هذا التطور في كونه يمثل حضوراً عسكرياً أميركياً في الأجواء فوق قطاع غزة، حتى لو كان غير قتالي. هذه الخطوة تؤكد على الأهمية التي توليها الإدارة الأميركية لسلامة مواطنيها المحتجزين. وفي الوقت نفسه، تحمل في طياتها تداعيات محتملة، حيث أن أي استهداف لهذه الأصول الأميركية قد يؤدي إلى تصعيد الصراع. كما أنها تبرز الدور المحوري الذي تلعبه التكنولوجيا المتقدمة والمسيّرات في إدارة الصراعات الحديثة وجمع المعلومات الاستخباراتية الحاسمة.





