انسحاب إسرائيلي من أحياء بمدينة غزة يكشف عن دمار واسع النطاق
كشفت تقارير ميدانية خلال الساعات الأخيرة عن انسحاب ملحوظ للقوات الإسرائيلية من عدة مناطق وأحياء رئيسية في مدينة غزة، في خطوة تأتي ضمن تغيير في استراتيجية العمليات العسكرية المستمرة. وقد أتاحت إعادة التموضع هذه للمواطنين والصحفيين فرصة الدخول إلى مناطق كانت مغلقة تمامًا لأسابيع، ليكتشفوا حجم الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والمباني السكنية والمنشآت الحيوية.

تفاصيل الانسحاب وإعادة التموضع
تركزت الانسحابات بشكل كبير في المناطق الغربية والشمالية من مدينة غزة، حيث شوهدت الآليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الدبابات والجرافات، وهي تغادر مواقعها التي تمركزت فيها منذ بدء العملية البرية. من بين الأحياء التي شملها الانسحاب:
- حي النصر
- حي الشيخ رضوان
- مخيم الشاطئ
- حي الصبرة
وأفاد شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية لم تخرج من قطاع غزة بالكامل، بل أعادت انتشارها في مناطق أخرى على أطراف المدينة وفي ما يعرف بممر "نتساريم" الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، مما يشير إلى انتقال الجيش الإسرائيلي من مرحلة القتال الكثيف إلى عمليات أكثر استهدافًا ودقة، وفقًا لتصريحات مسؤولين إسرائيليين.
حجم الدمار والمشهد على الأرض
مع تراجع القوات، بدأت تتكشف الصور الأولى للمشهد المروع الذي خلفته العمليات العسكرية. وصف العائدون إلى أحيائهم ما شاهدوه بأنه "دمار ممنهج" و"مشهد يفوق الوصف". لم يقتصر التدمير على المباني التي يُحتمل أنها كانت أهدافًا عسكرية، بل امتد ليشمل مربعات سكنية بأكملها تم تجريفها وتسويتها بالأرض.
طال الدمار البنية التحتية بشكل شبه كامل في هذه المناطق، حيث تم تدمير شبكات المياه والصرف الصحي، وخطوط الكهرباء، والطرق الرئيسية والفرعية، مما يجعل عودة الحياة الطبيعية إلى هذه الأحياء أمرًا بالغ الصعوبة في المستقبل القريب. كما تعرضت منشآت حيوية مثل المدارس والمراكز الصحية لأضرار جسيمة، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية للسكان الذين نزح معظمهم إلى جنوب القطاع.
السياق العسكري والأبعاد الإنسانية
يأتي هذا الانسحاب الجزئي في سياق إعلان إسرائيل عن انتقالها إلى مرحلة جديدة من الحرب أقل كثافة، تركز على غارات محددة وعمليات استخباراتية. يرى محللون أن هذه الخطوة قد تكون تكتيكية، تهدف إلى تخفيف الضغط على القوات وتقليل الخسائر، مع الاحتفاظ بالقدرة على العودة إلى هذه المناطق عند الحاجة.
على الصعيد الإنساني، يفاقم هذا الدمار من معاناة السكان. فالعائلات التي حاولت العودة لتفقد ممتلكاتها وجدت منازلها أكوامًا من الركام، مما يقضي على أي أمل في العودة والاستقرار في المدى المنظور. وتزداد المخاوف من أن يكون هذا التدمير الواسع سياسة متعمدة لجعل مناطق واسعة من شمال غزة غير صالحة للسكن، الأمر الذي يثير قلقًا دوليًا بشأن مصير سكان القطاع ومستقبل إعادة الإعمار.





