انهيار جزء من الأسوار الأوريلية التاريخية في روما وإصابة عامل
شهدت العاصمة الإيطالية روما حادثاً لافتاً في أواخر شهر أبريل 2024، حيث انهار جزء من الأسوار الأوريلية التاريخية الشهيرة، مما أسفر عن إصابة عامل كان يؤدي عمله في المنطقة. وقع الحادث بالقرب من بوابة سان جيوفاني، وهي إحدى المناطق الحيوية والتاريخية في المدينة، مما سلط الضوء مجدداً على التحديات التي تواجه الحفاظ على التراث الأثري العريق في قلب مدينة حديثة ونابضة بالحياة.
تفاصيل الحادث واستجابة الطوارئ
وقع الانهيار أثناء قيام عامل يبلغ من العمر 44 عاماً بتشغيل حفارة في إطار أعمال صيانة لشبكة المياه والصرف الصحي في ساحة سان جيوفاني في لاتيرانو. وقد أدى سقوط كتل حجرية وطوب من السور الأثري إلى إصابته. وعلى الفور، هرعت فرق الطوارئ إلى موقع الحادث، بما في ذلك رجال الإطفاء والشرطة والمسعفون. تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى العامل المصاب، الذي كان واعياً عند نقله إلى المستشفى. وصفت حالته بأنها متوسطة الخطورة، حيث لم يتعرض لإصابات تهدد حياته، وتم تصنيفه ضمن الرمز الأصفر حسب البروتوكولات الطبية المحلية.
خلفية عن الأسوار الأوريلية
تُعد الأسوار الأوريلية من أبرز المعالم التاريخية في روما، حيث يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثالث الميلادي في عهد الإمبراطور أوريليان. وقد شُيدت هذه الأسوار بهدف حماية المدينة من الغزوات الخارجية، وتمتد لمسافة تصل إلى حوالي 19 كيلومتراً، وتحيط بمركز روما التاريخي. تُعتبر هذه الأسوار من أطول وأفضل الأسوار القديمة المحفوظة في العالم، وهي جزء لا يتجزأ من النسيج العمراني والثقافي للمدينة، فضلاً عن كونها نقطة جذب سياحي رئيسية.
التحقيقات في أسباب الانهيار
فتحت السلطات الإيطالية، ممثلة في مكتب المدعي العام في روما، تحقيقاً لتحديد الأسباب الدقيقة للانهيار والوقوف على ما إذا كان هناك أي إهمال أو تقصير في إجراءات السلامة المتبعة. تشير التقديرات الأولية إلى أن الاهتزازات الناجمة عن أعمال الحفر التي كانت تجري بالقرب من قاعدة السور التاريخي قد تكون العامل المباشر الذي أدى إلى زعزعة استقرار الجزء المنهار. كما تشارك هيئة الرقابة الخاصة على الآثار والفنون الجميلة والمناظر الطبيعية في روما في تقييم الأضرار التي لحقت بالمعلم الأثري ووضع خطة لترميمه وتأمينه لمنع وقوع حوادث مستقبلية.
الأهمية والتداعيات
يثير هذا الحادث نقاشاً أوسع حول التوازن الدقيق بين متطلبات التنمية الحضرية وأعمال البنية التحتية من جهة، وضرورة حماية المواقع الأثرية الفريدة من نوعها من جهة أخرى. فمدينة روما، بتاريخها الممتد لآلاف السنين، تواجه باستمرار تحدي الحفاظ على كنوزها التاريخية وسط ضغوط التحديث والتوسع. كما يسلط الحادث الضوء على أهمية تطبيق بروتوكولات صارمة عند تنفيذ أي أعمال إنشائية أو صيانة بالقرب من الهياكل الأثرية الهشة، لضمان سلامة العاملين والحفاظ على هذا الإرث الإنساني العالمي للأجيال القادمة.




