مصرع عامل في انهيار جزئي لبرج أثري شهير وسط روما
شهدت العاصمة الإيطالية روما مساء يوم الإثنين، 21 أكتوبر 2024، حادثًا مأساويًا تمثل في انهيار جزء من برج أثري يعود للعصور الوسطى خلال أعمال ترميم، مما أدى إلى وفاة عامل كان في الموقع. وقع الحادث في برج "توري ديلا شيميا" (برج القرد)، وهو معلم تاريخي يقع في قلب روما النابض بالحياة، مما سلط الضوء مجددًا على المخاطر المرتبطة بصيانة المباني التاريخية القديمة.
تفاصيل الحادث
وقع الانهيار في الجزء العلوي من البرج الواقع في شارع "فيا دي بورتوغيزي"، بالقرب من ساحة نافونا الشهيرة. وأفادت التقارير الأولية بأن الضحية، وهو عامل بناء إيطالي يبلغ من العمر 56 عامًا، كان يعمل ضمن فريق مكلف بترميم الهيكل الأثري عندما انهار درج داخلي وسقف، مما أدى إلى محاصرته تحت الأنقاض. وقد هرعت فرق الطوارئ إلى مكان الحادث فور تلقي البلاغ في وقت متأخر من المساء.
عمليات الإنقاذ والتحقيقات
بذلت فرق الإطفاء الإيطالية (Vigili del Fuoco) جهودًا حثيثة استمرت لساعات طويلة في محاولة للوصول إلى العامل المحاصر. تضمنت عمليات الإنقاذ المعقدة إزالة الركام بحذر شديد خشية التسبب في انهيارات إضافية. للأسف، تم انتشال جثة العامل بعد منتصف الليل. وفي أعقاب الحادث، فتح مكتب المدعي العام في روما تحقيقًا فوريًا في الواقعة بتهمة القتل الخطأ والكارثة الناجمة عن الإهمال. وقامت السلطات بتطويق المنطقة ومصادرة موقع البناء كجزء من إجراءات التحقيق لتحديد الأسباب الدقيقة للانهيار وما إذا كانت هناك أي انتهاكات لمعايير السلامة المهنية.
خلفية عن البرج وأهميته
يُعد "برج القرد" واحدًا من الأبراج العديدة التي تعود إلى العصور الوسطى والتي تزخر بها روما، وهو شاهد على تاريخ المدينة العريق. يكتسب البرج أهمية خاصة ليس فقط لقيمته المعمارية، بل أيضًا للأسطورة الشعبية المرتبطة به. تشير أهمية ترميم مثل هذه المعالم إلى الجهود المستمرة للحفاظ على التراث الثقافي الإيطالي، ولكن هذا الحادث المأساوي يبرز التحديات والمخاطر الكامنة في هذه المشاريع الحساسة.
السياق الأوسع وتداعيات الحادث
أثار هذا الحادث نقاشًا واسعًا حول سلامة مواقع العمل، خاصة تلك المتعلقة بترميم المباني الأثرية في إيطاليا. فغالبًا ما تكون هذه الهياكل هشة وتتطلب خبرة وتقنيات متخصصة لضمان سلامة العمال والحفاظ على المبنى نفسه. وينظر الخبراء إلى هذه الواقعة على أنها تذكير مؤلم بضرورة تطبيق رقابة صارمة والالتزام بأعلى معايير الأمان في مشاريع صيانة التراث الثقافي، لحماية الأرواح من جهة، والحفاظ على كنوز التاريخ من جهة أخرى.




