انهيار جزئي في برج "توري دي كونتي" التاريخي بروما يسفر عن إصابة ثلاثة عمال
شهدت العاصمة الإيطالية روما صباح يوم الإثنين حادثًا في أحد أبرز معالمها التاريخية، حيث انهار جزء من برج "توري دي كونتي" العائد للقرون الوسطى خلال أعمال ترميم كانت جارية في الموقع. أسفر الحادث عن إصابة ثلاثة عمال كانوا يعملون على السقالات، مما استدعى استجابة فورية من فرق الطوارئ وتسبب في إغلاق المنطقة المحيطة بالبرج الواقع على مقربة من المنتدى الإمبراطوري والكولوسيوم.

تفاصيل الحادث والاستجابة الطارئة
وقع الانهيار في الساعات الأولى من صباح يوم العمل، حيث هوى جزء من السقالات المثبتة على واجهة البرج مع أجزاء من البناء الحجري القديم. وفور وقوع الحادث، هرعت فرق الإطفاء (Vigili del Fuoco) وسيارات الإسعاف والشرطة إلى الموقع. عمل رجال الإطفاء على تأمين المنطقة والتأكد من عدم وجود مخاطر انهيار إضافية، بينما قامت الفرق الطبية بتقديم الإسعافات الأولية للعمال المصابين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم.
ووفقًا للمعلومات الأولية، فإن إصابات العمال الثلاثة تتراوح بين المتوسطة والخفيفة، ولا يوجد أي خطر يهدد حياتهم. وقد تم نقلهم إلى مستشفيات مختلفة في العاصمة لتلقي الرعاية الكاملة. كما قامت السلطات المحلية بإغلاق الشوارع المحيطة بالبرج مؤقتًا كإجراء احترازي لضمان سلامة المارة وتسهيل عمليات الإنقاذ والتأمين.
خلفية عن برج "توري دي كونتي" وأهميته
يُعد برج "توري دي كونتي" أحد أهم الأبراج الأرستقراطية التي تعود إلى العصور الوسطى في روما. تم تشييده حوالي عام 1238 بأمر من ريكاردو كونتي، شقيق البابا إينوسنت الثالث، ليكون رمزًا لقوة ونفوذ عائلته. بُني البرج على أنقاض مبنى روماني قديم، وكان في الأصل أعلى بكثير مما هو عليه اليوم، حيث كان يُعرف باسم "البرج الأعظم" (Torre Maggiore) لارتفاعه الشاهق الذي كان يهيمن على أفق المدينة في ذلك الوقت.
تعرض البرج لأضرار جسيمة جراء زلزال مدمر ضرب المنطقة في عام 1348، مما أدى إلى انهيار طوابقه العليا. ومنذ ذلك الحين، ظل البرج على ارتفاعه الحالي كشاهد على تاريخ روما المضطرب. يخضع البرج لعمليات ترميم وصيانة دورية تهدف إلى الحفاظ على هيكله ومنع تدهوره، وكانت الأعمال الجارية جزءًا من هذه الجهود المستمرة لحماية التراث المعماري للمدينة.
التحقيقات والتداعيات
فتحت النيابة العامة في روما تحقيقًا فوريًا للوقوف على أسباب الحادث وتحديد المسؤوليات. سيركز التحقيق على فحص مدى الالتزام بمعايير السلامة في موقع العمل، بالإضافة إلى تقييم حالة البرج الهيكلية قبل بدء أعمال الترميم وبعد الانهيار الجزئي. من المتوقع أن يتم استجواب مسؤولي شركة المقاولات والمهندسين المشرفين على المشروع.
أثار الحادث مجددًا النقاش حول التحديات التي تواجهها إيطاليا في الحفاظ على تراثها التاريخي الهائل. فعمليات ترميم المباني الأثرية تتطلب خبرة فنية عالية وبروتوكولات سلامة صارمة نظرًا لهشاشة هذه الهياكل وقيمتها الثقافية التي لا تقدر بثمن. ومن المرجح أن يؤدي هذا الحادث إلى مراجعة شاملة لإجراءات السلامة المتبعة في مشاريع ترميم المواقع الأثرية الأخرى في روما ومختلف أنحاء البلاد.



