بتصريحات حادة.. ترامب يتهم الصين بالعدائية ويهدد بإجراءات انتقامية
في تصعيد لفظي جديد، وجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يوم الجمعة، اتهامات شديدة اللهجة للصين، واصفًا تصرفاتها بأنها تنطوي على "أمور غريبة وخطوة شريرة"، ومتوعدًا برد أمريكي محتمل. جاء ذلك في منشور مطول عبر منصته للتواصل الاجتماعي، حيث أكد أن بكين أصبحت "عدائية للغاية"، مما يعيد إلى الواجهة التوترات العميقة التي ميزت العلاقات بين البلدين خلال فترة رئاسته.

تفاصيل الهجوم اللفظي
لم يحدد ترامب في منشوره طبيعة "الخطوة الشريرة" التي اتهم الصين باتخاذها، وهو أسلوب دأب على استخدامه لإثارة الجدل وتوجيه رسائل سياسية غامضة. إلا أن لهجة المنشور كانت حادة، حيث ربط هذه التحركات المزعومة بسلوك عدائي متزايد من جانب القيادة الصينية. وتعتبر هذه التصريحات استمرارًا لخطابه المتشدد تجاه الصين، والذي كان محورًا أساسيًا في سياسته الخارجية وحملاته الانتخابية السابقة، حيث يصور بكين كمنافس استراتيجي يسعى لتقويض المصالح الأمريكية على الساحة العالمية.
خلفية التوترات المتصاعدة
تأتي هذه التصريحات الأخيرة ضمن سياق أوسع من الخلافات المستمرة بين واشنطن وبكين، والتي تفاقمت بشكل كبير تحت إدارة ترامب. وشملت هذه الخلافات عدة محاور رئيسية، من أبرزها:
- الحرب التجارية: بدأت في عام 2018، حيث فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية بمليارات الدولارات على الواردات الصينية بهدف معالجة العجز التجاري وممارسات نقل التكنولوجيا التي وصفتها بغير العادلة، مما أدى إلى رد صيني مماثل أثر على الاقتصاد العالمي.
- جائحة كوفيد-19: اتهم ترامب الصين بشكل متكرر بالمسؤولية عن تفشي الفيروس عالميًا، واستخدم مصطلحات مثل "الفيروس الصيني"، مطالبًا بتحقيقات شفافة حول منشأ الجائحة.
- الأمن القومي والتكنولوجيا: شنت إدارته حملة قوية ضد شركات التكنولوجيا الصينية، وعلى رأسها شركة هواوي، متهمة إياها بالتجسس وتهديد الأمن القومي الأمريكي.
- قضايا جيوسياسية: زادت التوترات في مناطق مثل بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، مع تكثيف الولايات المتحدة دعمها العسكري والسياسي لتايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
التهديد بالرد وتداعياته المحتملة
رغم أن تهديد ترامب بالرد جاء بصيغة عامة، فإنه يفتح الباب أمام تكهنات بشأن طبيعة الإجراءات التي قد يتخذها في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة. يرى محللون أن الرد قد يشمل جولة جديدة من الرسوم الجمركية العقابية، أو توسيع قائمة العقوبات لتشمل المزيد من الكيانات والمسؤولين الصينيين، أو زيادة الضغط الدبلوماسي على حلفاء الولايات المتحدة لتبني مواقف أكثر صرامة تجاه بكين. وتُعد ورقة الصين أداة سياسية مهمة لترامب، حيث يسعى من خلالها لإظهار صورته كقائد حازم يدافع عن المصالح الأمريكية.
الأهمية والسياق الأوسع
تكتسب هذه التصريحات أهمية بالغة لأنها تعكس استمرارية النهج الصدامي في السياسة الخارجية الأمريكية المحتملة تجاه الصين. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، من المتوقع أن يزداد تواتر الخطاب المتشدد ضد بكين من قبل المرشحين. وتثير هذه التطورات قلق الأوساط الاقتصادية والسياسية العالمية، نظرًا للتأثير الكبير للعلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم على استقرار التجارة الدولية والأمن العالمي.




