بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق يصل إلى لبنان للمشاركة في الزيارة البابوية
وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم، غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر، في مستهل مشاركته الرسمية ضمن فعاليات الزيارة الرسولية التي يقوم بها قداسة البابا لاون الرابع عشر، بابا الفاتيكان، إلى لبنان. وتأتي هذه الزيارة، التي تُعد الأولى لقداسته خارج الفاتيكان منذ توليه السدة البابوية، في وقت دقيق تمر به البلاد، مما يمنحها أهمية خاصة على الصعيدين الديني والسياسي. وقد رافق غبطته في هذه الرحلة نيافة الأنبا باسيليوس فوزي، مطران إيبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك.

أهمية الزيارة في ظل الظروف الراهنة
تكتسب زيارة الحبر الأعظم إلى "بلاد الأرز" أهمية استثنائية، كونها تأتي في خضم تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية عميقة يعاني منها لبنان منذ سنوات. وينظر الكثيرون إلى هذه الزيارة على أنها رسالة أمل وتضامن قوية من الكرسي الرسولي للشعب اللبناني بكافة طوائفه، ودعوة صريحة للحفاظ على نموذج العيش المشترك والتعددية الذي يميز لبنان تاريخيًا. كما أن اختيار البابا لاون الرابع عشر للبنان كوجهة أولى لرحلاته الخارجية يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه الفاتيكان لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ودعم الوجود المسيحي الفاعل فيها.
تتجاوز الزيارة أبعادها الروحية لتلامس الواقع المعيشي للمواطنين، حيث من المتوقع أن يركز البابا في خطاباته على قضايا العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفساد، وضرورة تشكيل حكومة فاعلة تلبي طموحات الشعب، بالإضافة إلى تشجيع الحوار بين مختلف المكونات السياسية والدينية لتجاوز الانقسامات الراهنة.
دلالات المشاركة المصرية الرفيعة
تُعد مشاركة البطريرك إبراهيم إسحق على رأس وفد من الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمصر تأكيدًا على أواصر الوحدة والتضامن بين الكنائس الكاثوليكية الشرقية. وتعبر هذه المشاركة عن الدعم الكامل من كنيسة الإسكندرية للكنيسة الشقيقة في لبنان وللشعب اللبناني في محنته. كما أنها تسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الكنيسة القبطية الكاثوليكية في مصر كجسر للتواصل والحوار في المنطقة.
ومن المقرر أن يشارك غبطة البطريرك في عدة فعاليات رئيسية ضمن برنامج الزيارة البابوية، تشمل:
- المشاركة في الاستقبال الرسمي لقداسة البابا في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت.
- حضور القداس الإلهي الحبري الذي سيترأسه البابا بمشاركة بطاركة الشرق الكاثوليك.
- المشاركة في اللقاءات الرسمية مع كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية، من بينهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة.
- حضور اللقاء المسكوني ولقاء الحوار الإسلامي المسيحي الذي يجمع قادة روحيين من مختلف الطوائف في لبنان.
الأبعاد الإقليمية للحدث التاريخي
لا تقتصر أصداء هذه الزيارة على الساحة اللبنانية فحسب، بل تمتد لتشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها. فهي تمثل دفعة معنوية كبيرة للمسيحيين في المنطقة، الذين يواجهون تحديات وجودية متزايدة، وتؤكد على أهمية دورهم كعنصر أساسي في نسيج مجتمعاتهم. وتُعتبر الزيارة أيضًا رسالة للعالم أجمع مفادها أن لبنان، برغم كل جراحه، لا يزال يحمل رسالة فريدة في التنوع والتعايش، وأن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الفاتيكان، لم يتخلَّ عنه.




