تداول فيديو قديم لموكب ملك سعودي على أنه لرئيس المخابرات المصرية في إسرائيل
انتشر على منصات التواصل الاجتماعي في أواخر شهر مايو 2024 مقطع فيديو يظهر موكباً ضخماً من السيارات الفاخرة، مصحوباً بادعاءات تفيد بأنه يخص رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، خلال زيارة رسمية له إلى إسرائيل. إلا أن التحقق من مصداقية الفيديو كشف أن هذه الادعاءات غير صحيحة، وأن المقطع قديم ولا علاقة له بالمسؤول المصري أو بأي زيارة لإسرائيل.

تفاصيل الادعاء المتداول
جرى تداول المقطع على نطاق واسع في سياق سياسي متوتر، بالتزامن مع الجهود الدبلوماسية المصرية المتعلقة بالحرب في غزة والمفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وأرفقت المنشورات التي شاركت الفيديو بتعليقات تنتقد ما وصفته بـ"الحفاوة البالغة" في استقبال المسؤول المصري، وربطت الزيارة المزعومة بالتطورات الميدانية عند معبر رفح ومحور فيلادلفيا. استغل الناشرون المقطع لإثارة الجدل وتوجيه الرأي العام، عبر الإيحاء بوجود تنسيق أمني رفيع المستوى في وقت يتسم بالتوتر العلني بين القاهرة وتل أبيب.
حقيقة الفيديو وأصله
كشفت عمليات التحقق التي أجرتها وكالات أنباء ومنصات متخصصة في تدقيق المعلومات أن الفيديو المتداول مضلل تماماً، حيث يعود أصله إلى سنوات مضت وفي سياق مختلف كلياً. وتتمثل الحقائق الرئيسية حول المقطع في النقاط التالية:
- يعود تاريخ الفيديو الأصلي إلى عام 2014، أي قبل عقد من الزمن من بدء تداوله على أنه حديث.
- لا يصور المقطع موكب رئيس المخابرات المصرية، بل هو في الحقيقة موكب للملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
- تم تصوير المشهد في منطقة روضة خريم بالقرب من العاصمة السعودية الرياض، وليس في أي مكان داخل إسرائيل.
- النسخ الأصلية من الفيديو منشورة على منصات مثل يوتيوب منذ عام 2014، مما يؤكد قدمه وسياقه الحقيقي المرتبط بالديوان الملكي السعودي آنذاك.
سياق الانتشار والأهداف
لم يكن اختيار هذا التوقيت لنشر الفيديو المضلل عشوائياً. فقد تزامن مع مرحلة حساسة في العلاقات المصرية الإسرائيلية، التي شهدت خلافات علنية حول العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية وسيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي. يرى مراقبون أن نشر مثل هذه المقاطع يهدف إلى ضرب الثقة في الموقف المصري الرسمي، وتصوير القاهرة على أنها تقيم علاقات وثيقة ودافئة مع إسرائيل خلف الكواليس، بما يتناقض مع التصريحات الرسمية المعلنة. ويُعد هذا الأسلوب جزءاً من حملات التضليل الإعلامي التي تنشط خلال الأزمات السياسية والعسكرية بهدف التأثير على الرأي العام الداخلي والإقليمي.
أهمية التحقق من المعلومات
يسلط هذا الحادث الضوء مجدداً على أهمية توخي الحذر عند التعامل مع المحتوى المتداول عبر الإنترنت، خاصة في أوقات التوترات. وتؤكد وكالات التحقق من الأخبار على ضرورة الاعتماد على المصادر الإخبارية الموثوقة والبحث عن أصل المواد المرئية قبل مشاركتها أو بناء استنتاجات عليها. إن استخدام مقاطع فيديو قديمة وإخراجها من سياقها الأصلي هو تكتيك شائع في الحرب الإعلامية لنشر معلومات مغلوطة وخدمة أجندات سياسية محددة.





