ترامب يستبعد عقد اجتماع مع بوتين بشأن أوكرانيا ويعتبره "مضيعة للوقت"
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تصريحات حديثة أنه لا يعتزم "تضييع وقته" في عقد اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الحرب في أوكرانيا، ما لم تكن موسكو مستعدة بجدية للتفاوض على اتفاق سلام وصفه بأنه يجب أن يكون "عادلاً". يأتي هذا الموقف، الذي تم الإعلان عنه في أواخر نوفمبر 2024، ليضع شرطاً مسبقاً وواضحاً لأي حوار دبلوماسي رفيع المستوى محتمل في حال عودته إلى الرئاسة، كما أنه يصحح التكهنات التي أثيرت حول إمكانية عقد قمة غير مشروطة بين الزعيمين.

تفاصيل التصريح وسياقه
صدرت تصريحات ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل"، حيث كان يرد بشكل مباشر على التقارير الإعلامية والنقاشات الدائرة حول قمة محتملة مع بوتين. شدد ترامب على أن أي محادثات مستقبلية يجب أن تكون مثمرة وتهدف إلى تحقيق نتيجة ملموسة، وليست مجرد لقاء استعراضي. وأوضح أن الشرط الأساسي هو وجود استعداد روسي جاد للتوصل إلى "صفقة عادلة"، وهي عبارة تشير ضمنياً إلى ضرورة مراعاة مصالح أوكرانيا، على الرغم من أنه لم يقدم تفاصيل دقيقة حول شكل هذه الصفقة.
خلفية الموقف
يأتي هذا الإعلان في سياق تأكيدات ترامب المتكررة بأنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة. وقد انتقد خلال حملته الانتخابية طريقة تعامل الإدارة الحالية مع الصراع وحجم المساعدات المالية المقدمة إلى كييف. يوضح تصريحه الأخير نهجه الدبلوماسي، فهو لا يرفض الحوار بالمطلق، بل يصر على أن يكون قائماً على أساس تحقيق نتائج محددة. ومن المهم الإشارة إلى أنه لم تكن هناك قمة مجدولة رسمياً تم "تعليقها"، بل كانت تصريحات ترامب خطوة استباقية لإدارة التوقعات وتحديد شروط أي تعامل مستقبلي مع روسيا. لطالما كانت علاقته السابقة ببوتين موضع جدل، حيث اتهمه منتقدوه بالتهاون، بينما يصر هو على أن بناء علاقات جيدة مع قادة العالم يعد من نقاط القوة.
ردود الفعل الدولية
تباينت ردود الفعل الدولية على تصريحات ترامب، حيث تعاملت كل جهة مع الموقف بحذر وترقب:
- روسيا: كان رد الكرملين متحفظاً كعادته، حيث أشار إلى أن موسكو منفتحة على الحوار، لكنه شدد على أن أي خطة سلام يجب أن تعترف بـ"الحقائق الجديدة على الأرض"، في إشارة إلى المناطق التي ضمتها روسيا.
 - أوكرانيا: تعامل المسؤولون الأوكرانيون مع التصريحات بحذر، مؤكدين على تمسكهم بخطة السلام المكونة من عشر نقاط، والتي تدعو إلى انسحاب كامل للقوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية. ولا تزال كييف متخوفة من أي صفقة قد يتم التفاوض عليها دون مشاركتها المباشرة.
 - الحلفاء الغربيون: يراقب القادة الأوروبيون وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الموقف عن كثب، مع وجود مخاوف من أن عودة ترامب قد تؤدي إلى تراجع الدعم لأوكرانيا وتغيير في سياسة الأمن عبر الأطلسي.
 
الأهمية والتداعيات المحتملة
يحمل موقف ترامب دلالات مهمة لعدة أسباب. أولاً، يرسل إشارة إلى كل من موسكو وكييف بأن إدارته المحتملة ستتعامل مع الصراع من منظور تفاوضي بحت، مما قد يغير الاستراتيجية الحالية القائمة على الدعم العسكري المستمر. ثانياً، يضع ضغطاً على روسيا لإظهار مرونة أكبر في المفاوضات إذا كانت تأمل في تغيير السياسة الأمريكية. وأخيراً، يخدم هذا الموقف كرسالة سياسية لجمهوره المحلي، حيث يعزز صورته كصانع صفقات لا يشارك في دبلوماسية غير مجدية. وسيعتمد التأثير النهائي لهذا الموقف على نتائج الانتخابات الأمريكية والوضع الجيوسياسي في ذلك الوقت.




