ترامب يعلن عن لقاء مرتقب مع بوتين في بودابست لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا
في تطور دبلوماسي لافت، أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، يوم الخميس، عن خطط لعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست. ووفقًا للإعلان، فإن الهدف الأساسي من هذا اللقاء هو التوسط للتوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا. ويأتي هذا الإعلان بعد محادثة هاتفية وصفها ترامب بأنها شهدت "إحراز تقدم كبير"، دون الكشف عن موعد محدد للاجتماع المقترح.

تفاصيل الإعلان والسياق
أوضح الإعلان أن المبادرة تأتي كجزء من جهود ترامب الشخصية للتعامل مع أحد أكثر الصراعات الدولية تعقيدًا. وأشار إلى أن اختياره لبودابست كمكان للقاء يعكس العلاقات الودية التي تربطه برئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، الذي حافظ على قنوات اتصال مفتوحة مع موسكو على عكس معظم قادة الاتحاد الأوروبي. ورغم تأكيد ترامب على وجود "تقدم كبير" في المباحثات التمهيدية مع الكرملين، لم يتم تقديم أي تفاصيل إضافية حول طبيعة هذا التقدم أو الإطار الزمني المتوقع للقمة.
الخلفية السياسية والدبلوماسية
تأتي هذه الخطوة في سياق تصريحات سابقة ومتكررة لترامب، الذي أكد خلال حملته الانتخابية أنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا "في غضون 24 ساعة" إذا عاد إلى البيت الأبيض. وتعتبر هذه المبادرة خروجًا عن المسار الدبلوماسي الرسمي الذي تتبعه الإدارة الأمريكية الحالية، والتي تركز على دعم أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا لصد الغزو الروسي. ويمثل اللقاء المحتمل، إن عُقد، تحولًا في النهج الغربي تجاه الصراع، حيث قد يفتح الباب أمام مفاوضات مباشرة بين شخصية سياسية أمريكية بارزة والقيادة الروسية، بعيدًا عن القنوات الرسمية.
الأهمية والدلالات المحتملة
تكمن أهمية هذا الحدث في كونه يعكس رؤية مختلفة تمامًا لكيفية إدارة الأزمة الأوكرانية، وهي رؤية قد تكتسب زخمًا كبيرًا في حال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويثير الإعلان تساؤلات حول التأثير المحتمل لمثل هذا الاجتماع على عدة أصعدة:
- موقف أوكرانيا: قد تنظر كييف بقلق إلى أي مفاوضات لا تشارك فيها بشكل مباشر، خاصة إذا كانت قد تؤدي إلى تسوية تفرض عليها تنازلات إقليمية أو سيادية.
- حلف شمال الأطلسي (الناتو): يمكن أن يتسبب الاجتماع في إثارة قلق بين الحلفاء الأوروبيين، الذين يخشون من أن أي اتفاق قد يقوض الوحدة الغربية في مواجهة روسيا.
- السياسة الأمريكية الداخلية: من المرجح أن يصبح هذا الإعلان نقطة محورية في النقاش السياسي داخل الولايات المتحدة، حيث سيبرز الانقسام الحاد في وجهات النظر حول السياسة الخارجية بين الحزبين الرئيسيين.
يبقى مستقبل هذه المبادرة غير مؤكد ويعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك رد فعل الأطراف المعنية واستعداد الكرملين للانخراط بجدية في محادثات بناءً على الشروط المقترحة. ومع ذلك، فإن مجرد الإعلان عن لقاء بهذا المستوى يسلط الضوء على الديناميكيات المتغيرة في المشهد السياسي العالمي وتأثيرها المباشر على الصراع في أوكرانيا.




