تصعيد في غزة: قصف إسرائيلي متواصل وتعليق إدخال المساعدات
شهد قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة تصعيداً ميدانياً ملحوظاً، تمثل في تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق متفرقة، بالتزامن مع قرار إسرائيلي بتعليق دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم الرئيسي. يأتي هذا التطور في وقت حرج، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية وتتعثر المفاوضات الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار.
التطورات الميدانية الأخيرة
أفادت مصادر ميدانية فلسطينية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت بشكل خاص مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي تؤوي أكثر من مليون نازح. تركز القصف على مناطق شرقي المدينة، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بحسب وزارة الصحة في غزة. كما طالت الغارات مناطق أخرى من القطاع، بما في ذلك حي الزيتون بمدينة غزة، حيث تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ عدة أيام بهدف القضاء على ما تصفه بـ "البنية التحتية للمقاومة".
تأتي هذه الهجمات في سياق التحذيرات الإسرائيلية المتكررة من عملية عسكرية واسعة النطاق محتملة في رفح، وهي خطوة أثارت قلقاً دولياً واسعاً نظراً للكثافة السكانية الهائلة في المنطقة والمخاوف من وقوع كارثة إنسانية.
أزمة المساعدات وإغلاق معبر كرم أبو سالم
في تطور متزامن، أعلنت السلطات الإسرائيلية يوم الأحد عن إغلاق معبر كرم أبو سالم، الشريان الأساسي لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حتى إشعار آخر. جاء هذا القرار في أعقاب هجوم صاروخي استهدف المنطقة المحيطة بالمعبر، والذي تبنته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. وذكر الجيش الإسرائيلي أن القذائف أُطلقت من منطقة قريبة من معبر رفح.
يمثل إغلاق المعبر ضربة قاسية للجهود الإغاثية في القطاع الذي يعاني سكانه من ظروف إنسانية كارثية. ويعتبر معبر كرم أبو سالم المنفذ الرئيسي الذي يتم من خلاله إدخال معظم شاحنات المساعدات التي تحتوي على الغذاء والدواء والوقود والمستلزمات الطبية الأساسية.
الأبعاد الإنسانية والدولية
حذرت منظمات إنسانية دولية من أن تعليق دخول المساعدات سيفاقم من معاناة المدنيين، خاصة في ظل انتشار سوء التغذية الحاد والأمراض، والنقص الشديد في المياه النظيفة والخدمات الصحية. وأكدت وكالات الأمم المتحدة مراراً أن حجم المساعدات التي كانت تدخل القطاع حتى قبل الإغلاق الأخير لم يكن كافياً لتلبية الاحتياجات الهائلة للسكان.
على الصعيد الدولي، تتزايد الدعوات لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء قطاع غزة. وتنظر العديد من الأطراف إلى استمرار القصف وإغلاق المعابر كعوامل تزيد من تعقيد الجهود الدبلوماسية المستمرة في القاهرة للتوصل إلى اتفاق تهدئة وتبادل للأسرى والمحتجزين.
السياق العام للأحداث
تندرج هذه التطورات ضمن الحرب المستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر. ورغم جولات المفاوضات المكثفة التي تستضيفها مصر وقطر بمشاركة الولايات المتحدة، لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق ينهي الأعمال العدائية ويسمح بتدفق المساعدات بشكل مستدام، مما يترك الوضع الميداني والإنساني في غزة مفتوحاً على مزيد من التصعيد والتدهور.





