تصنيف الفيفا العالمي للمنتخبات: مصر تتقدم والمغرب تتراجع
كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم 17 أكتوبر 2025 عن أحدث تصنيف عالمي للمنتخبات، والذي شهد تحركات لافتة للمنتخبات الأفريقية، أبرزها التقدم الملحوظ للمنتخب المصري وتراجع مفاجئ للمنتخب المغربي. تعكس هذه التغيرات الأداء الأخير للمنتخبات في المباريات الرسمية والودية، وتحدد مكانتها في الساحة الكروية العالمية والأفريقية.

الكشف عن التصنيف العالمي الأخير
أعلن الفيفا عن تحديث تصنيفه الشهري الذي يرصد مستويات المنتخبات الوطنية حول العالم. أظهر التصنيف الجديد أن منتخب مصر قد قفز ستة مراكز دفعة واحدة، لينتقل من المركز التاسع والثلاثين (39) عالمياً إلى المركز الثالث والثلاثين (33). هذا التقدم جعله يحتل المرتبة الثالثة أفريقياً، متجاوزاً بذلك منتخبات كانت تسبقه. في المقابل، شهد منتخب المغرب تراجعاً قدره خمسة مراكز، ليصبح في المرتبة الثامنة عشرة (18) عالمياً بعد أن كان يحتل المركز الثالث عشر، وبذلك يتراجع إلى المرتبة الثانية أفريقياً.
- منتخب مصر: تقدم من المركز الـ39 إلى الـ33 عالمياً، ليصبح الثالث أفريقياً.
 - منتخب المغرب: تراجع من المركز الـ13 إلى الـ18 عالمياً، ليصبح الثاني أفريقياً.
 - المنتخبات الأفريقية الأخرى البارزة: احتفظت السنغال بالمركز الرابع أفريقياً (الـ20 عالمياً)، تليها نيجيريا خامساً (الـ35 عالمياً)، والجزائر سادساً (الـ41 عالمياً).
 - على الصعيد العالمي، حافظت منتخبات الأرجنتين وفرنسا والبرازيل على مراكزها في صدارة الترتيب، مؤكدة على هيمنتها الكروية.
 
خلفية وأهمية تصنيف الفيفا
يعتمد تصنيف الفيفا على نظام نقاط معدّل، يأخذ في الاعتبار نتائج جميع المباريات الدولية المعترف بها. يتم احتساب النقاط بناءً على عدة عوامل رئيسية منها نتيجة المباراة، أهمية المباراة (ودية، تصفيات قارية، كأس عالم)، قوة الخصم (حسب تصنيفه)، وقوة الاتحاد القاري الذي ينتمي إليه المنتخبان. هذا النظام مصمم ليعكس بدقة الأداء الحالي للمنتخبات. يعتبر التصنيف ذا أهمية قصوى لأنه يؤثر بشكل مباشر على تصنيف المنتخبات في قرعة البطولات الكبرى مثل كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية، حيث يضمن للمنتخبات ذات التصنيف الأعلى مكانة في مجموعات يسهل عليها التأهل، كما يعزز من هيبة ومكانة المنتخبات الوطنية على الساحة الدولية.
الأسباب وراء التغيرات
تقدم مصر اللافت
يعود التقدم الكبير للمنتخب المصري في التصنيف العالمي إلى سلسلة من النتائج الإيجابية التي حققها مؤخراً. ففي مباريات تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025، قدم الفراعنة أداءً قوياً، محققين انتصارات حاسمة ضد منتخبات ذات تصنيف جيد، منها فوز مستحق على منتخب غانا وتعادل ثمين خارج أرضه مع منتخب الرأس الأخضر. بالإضافة إلى ذلك، ساهم فوز ودي مقنع على منتخب بلجيكا، الذي يعد من المنتخبات الأوروبية المصنفة ضمن العشرة الأوائل، في كسب نقاط إضافية مهمة. هذه النتائج عكست استقراراً فنياً وتكتيكياً تحت قيادة الجهاز الفني الجديد، الذي نجح في بناء فريق متجانس وفعال.
تراجع المغرب غير المتوقع
على الرغم من الأداء التاريخي لمنتخب المغرب في كأس العالم الأخيرة، إلا أن التصنيف الأخير شهد تراجعه. يعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى نتائج غير مرضية في المباريات الأخيرة. حيث خسر أسود الأطلس مباراتين وديتين أمام منتخبات أوروبية متوسطة المستوى، وهما جمهورية التشيك وبولندا. كما أثار تعادلهم على أرضهم مع منتخب تنزانيا في إطار تصفيات كأس العالم 2026 بعض التساؤلات، مما أفقدهم نقاطاً ثمينة. هذه النتائج، التي لم ترق إلى مستوى التوقعات، أدت إلى انخفاض معدل نقاطهم في تصنيف الفيفا، مما يستدعي مراجعة وتقييم للأداء قبل الاستحقاقات القادمة.
التداعيات والآفاق المستقبلية
الموقف المصري الجديد
يمنح التقدم في تصنيف الفيفا دفعة معنوية كبيرة للمنتخب المصري وجماهيره، ويعزز الثقة في قدرة الفريق على المنافسة على أعلى المستويات. من المرجح أن يؤثر هذا التصنيف الإيجابي على تصنيف مصر في قرعة البطولات القارية والدولية المستقبلية، مما قد يضعها في مجموعات أسهل نسبياً ويساهم في تحقيق نتائج أفضل. كما يعكس هذا التطور نجاح الاستراتيجيات الكروية التي يتم تطبيقها لتطوير كرة القدم المصرية.
التحديات المغربية القادمة
يمثل تراجع منتخب المغرب في التصنيف جرس إنذار للفريق والجهاز الفني، ويدفعهم نحو ضرورة إعادة تقييم الأداء والبحث عن سبل لاستعادة الزخم. سيواجه الفريق ضغوطاً متزايدة لتحقيق نتائج إيجابية في مبارياته القادمة في تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية، للحفاظ على مكانته كقوة كروية أفريقية وعالمية. يتعين على الجهاز الفني العمل على معالجة الأخطاء وتطوير أساليب اللعب لضمان عدم تكرار التراجع.
في الختام، يؤكد تصنيف الفيفا الأخير على الديناميكية المستمرة في عالم كرة القدم، حيث تعكس مراكز المنتخبات أداءها المتذبذب والمتغير على مدار العام. ومع اقتراب الاستحقاقات الكبرى، ستكون الأنظار متجهة نحو المنتخبين المصري والمغربي، لمتابعة مسارهما في سعيهما نحو تحقيق طموحاتهما الكروية.





