تعزيز التعاون الفضائي بين مصر والصين بزيارة وفد رفيع المستوى لوكالة الفضاء المصرية
استقبلت وكالة الفضاء المصرية (EgSA)، في منتصف نوفمبر 2023، وفدًا رفيع المستوى من وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، وذلك في إطار جهود البلدين لتعزيز وتوسيع آفاق التعاون الثنائي في مجال الفضاء. تركزت الزيارة على استكشاف سبل جديدة للشراكة وتبادل الخبرات والمعرفة في قطاعات الفضاء المختلفة، بما يدعم الأهداف الاستراتيجية لكل من مصر والصين في هذا المجال الحيوي.

سياق الزيارة وأهميتها
تأتي هذه الزيارة ضمن زخم متزايد للتعاون بين مصر والصين في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتحديداً الفضاء الذي يعد قطاعًا استراتيجيًا ذو أهمية قصوى. تهدف مصر، من خلال وكالة الفضاء المصرية التي تأسست في عام 2018، إلى بناء قدرات وطنية مستقلة في تكنولوجيا الفضاء، وتطوير أقمار صناعية لأغراض متنوعة تشمل المراقبة الأرضية، الاتصالات، وإدارة الموارد الطبيعية. بينما تعتبر الصين قوة فضائية رائدة عالمياً، وتمتلك خبرات متقدمة في تصميم وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى برامجها الطموحة في استكشاف الفضاء العميق.
تجسد هذه المباحثات رغبة متبادلة في تحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات المتاحة لدى الجانبين. بالنسبة لمصر، يمثل هذا التعاون فرصة للحصول على نقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر الفنية، والمشاركة في مشاريع فضائية بتكاليف فعالة. أما بالنسبة للصين، فإنه يعزز شراكاتها الدولية ويوسع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ويساهم في تحقيق أهدافها ضمن مبادرة الحزام والطريق، التي تشمل التعاون العلمي والتكنولوجي.
محاور المباحثات والنتائج المتوقعة
تناولت المباحثات بين الجانبين عدة محاور رئيسية، شملت:
- تطوير الأقمار الصناعية: مناقشة إمكانية التعاون في تصميم وتصنيع أقمار صناعية لأغراض محددة، مثل الاستشعار عن بعد ومراقبة المناخ والبيئة، بالإضافة إلى أقمار الاتصالات.
- تطبيقات الفضاء: بحث استخدام بيانات الأقمار الصناعية في مجالات حيوية كالتخطيط العمراني، إدارة المياه، الزراعة الذكية، والإنذار المبكر بالكوارث.
- بناء القدرات البشرية: استعراض فرص تدريب المهندسين والعلماء المصريين في المؤسسات والمعاهد الصينية المتخصصة في تكنولوجيا الفضاء، وتبادل الخبرات بين الخبراء من الجانبين.
- المشاريع البحثية المشتركة: دراسة إطلاق مبادرات بحثية مشتركة في مجالات مثل علوم الكواكب، الفيزياء الفلكية، وتطوير مواد فضائية جديدة.
- تطوير البنية التحتية: بحث سبل التعاون في تطوير محطات الاستقبال الأرضية ومعالجة البيانات الفضائية.
من المتوقع أن تسفر هذه الزيارة عن توقيع مذكرات تفاهم أو اتفاقيات إطارية تحدد مسار التعاون المستقبلي، وتضع خططًا عمل واضحة لتنفيذ مشاريع مشتركة. ويهدف هذا التعاون إلى تسريع وتيرة برنامج الفضاء المصري، وتعزيز استقلالية مصر في هذا المجال، فضلاً عن تعميق الروابط العلمية والتكنولوجية بين البلدين الصديقين.
الخلفية التاريخية للتعاون
لم يكن هذا اللقاء الأول من نوعه، حيث توجد سوابق للتعاون العلمي والتكنولوجي بين مصر والصين. تسعى الدولتان بشكل مستمر إلى تعزيز التبادل المعرفي والتقني، وتأتي هذه المبادرات في سياق رؤية مصر 2030 التي تولي أهمية كبرى للبحث العلمي والابتكار، وتطوير الصناعات التكنولوجية المتقدمة. تعكس هذه الزيارة الالتزام المشترك بالاستفادة من الفضاء كأداة للتنمية المستدامة وتحقيق الرفاهية للشعبين.
بالنظر إلى التطورات المتسارعة في قطاع الفضاء العالمي، فإن تعزيز الشراكات الدولية يعد ضرورة حتمية للدول الساعية لتحقيق طموحاتها الفضائية. تمثل هذه الزيارة خطوة مهمة على طريق بناء قدرات مصر الفضائية، وتؤكد على دور التعاون الدولي في تشكيل مستقبل استكشاف واستخدام الفضاء لأغراض سلمية وتنموية.




