تعطيل الدراسة بالمدارس ليومي الاثنين والثلاثاء المقبلين
أعلنت عدد من المديريات التعليمية في محافظات متفرقة عن تعليق الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة يومي الاثنين والثلاثاء الموافقين 10 و11 نوفمبر 2025. يأتي هذا القرار في سياق الاستعدادات الجارية لاستضافة المدارس للجان الاقتراع الخاصة بالمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب لعام 2025. ويعد هذا الإجراء خطوة تنظيمية معتادة لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة وحماية للمشاركين من الطلاب والمعلمين.

الخلفية والسياق لتعطيل الدراسة
تُعد انتخابات مجلس النواب حدثًا سياسيًا بارزًا في البلاد، حيث يختار المواطنون ممثليهم في السلطة التشريعية. ومنذ عقود، درجت العادة على استخدام المباني المدرسية كمراكز اقتراع رئيسية نظرًا لانتشارها الجغرافي الواسع وقدرتها على استيعاب أعداد كبيرة من الناخبين. هذا الاستخدام يستلزم إفراغ المدارس من العملية التعليمية بشكل مؤقت لضمان جاهزيتها الكاملة لاستقبال اللجان الانتخابية والناخبين. الهدف الأساسي هو توفير بيئة آمنة ومنظمة لإجراء الانتخابات، مع فصل كامل بين الأنشطة التعليمية والسياسية خلال فترة التصويت.
تعود هذه الممارسة إلى الحرص على توفير بنية تحتية مناسبة ومجهزة بالكامل لتسهيل عملية التصويت على المواطنين في مختلف المناطق الحضرية والريفية. كما أنها تضمن توفير مساحات كافية للجان الفرعية والعامة، بالإضافة إلى مناطق انتظار للناخبين ومقرات للإشراف الأمني والقضائي على العملية الانتخابية. وتُعتبر هذه الفترة فرصة للجان المشرفة على الانتخابات لتجهيز القاعات الدراسية وتحويلها إلى غرف اقتراع مؤقتة، وهو ما يتطلب يومين على الأقل لإتمام الإجراءات اللوجستية والفنية اللازمة.
التجهيزات والإجراءات المرتبطة بتسليم المدارس
تتضمن عملية تسليم المدارس للجان الانتخابية تنسيقًا مكثفًا بين المديريات التعليمية والجهات الحكومية الأخرى المعنية، مثل وزارة الداخلية والهيئة الوطنية للانتخابات. تبدأ هذه التجهيزات عادة قبل أيام من موعد التصويت، حيث تقوم إدارات المدارس بتفقد الفصول والقاعات للتأكد من جاهزيتها. تشمل الإجراءات الأساسية ما يلي:
- تأمين المدارس: يتم تسليم المباني المدرسية لقوات الأمن لتأمينها بشكل كامل قبل بدء عملية الاقتراع وأثنائها وبعدها، لضمان سلامة اللجان والناخبين وحماية صناديق الاقتراع.
- تجهيز اللجان: تقوم الفرق المختصة بتهيئة الفصول الدراسية لتصبح لجان اقتراع، بوضع الصناديق وستائر الاقتراع وتجهيز مقاعد للناخبين وأعضاء اللجان.
- التطهير والتعقيم: قد تشمل الإجراءات أيضًا عمليات تطهير وتعقيم للمباني المدرسية قبل وبعد الاستخدام، لضمان بيئة صحية، خاصة في ظل الظروف الصحية العامة.
- التنسيق اللوجستي: يتم التنسيق لتوفير كل المستلزمات الضرورية للجان، مثل أدوات الكتابة، ومواد التعريف بالناخبين، وأجهزة الكشف عن الهوية.
هذه الاستعدادات المكثفة تتطلب يومين كاملين لضمان أن كل مدرسة تم اختيارها كمقر انتخابي مستعدة تمامًا لاستقبال الناخبين وأداء دورها في العملية الديمقراطية بسلاسة وفعالية. ويعني ذلك أن عملية تسليم واستلام المدارس والتجهيزات تستلزم فترة كافية لا يمكن أن تتداخل مع الحصص الدراسية العادية.
الأهمية والتأثير على العملية التعليمية والمجتمع
بالرغم من أن تعطيل الدراسة قد يمثل تحديًا مؤقتًا للعملية التعليمية، إلا أنه إجراء ضروري لضمان مشاركة مجتمعية واسعة في الانتخابات وإعطاء الأولوية للواجب الوطني. يحرص القائمون على العملية التعليمية على تعويض الطلاب عن أي فاقد تعليمي محتمل من خلال خطط بديلة، مثل تكثيف المناهج في الأيام التالية أو تفعيل المنصات التعليمية الرقمية إن أمكن، لضمان عدم تأثر المسيرة التعليمية على المدى الطويل.
كما أن هذا الإجراء يعكس تضافر جهود مؤسسات الدولة المختلفة لإنجاح الاستحقاقات الدستورية. ففي الوقت الذي تقوم فيه المديريات التعليمية بدورها في توفير البنية التحتية، تضطلع الهيئة الوطنية للانتخابات بمهام الإشراف القضائي والإداري، وتساهم وزارة الداخلية في تأمين هذه المقار. هذا التعاون يبرز مدى أهمية الانتخابات كمحرك رئيسي للحياة السياسية في البلاد.
يؤثر هذا التعطيل المؤقت على ملايين الطلاب وأسرهم، ويتطلب منهم التخطيط المسبق ليومي العطلة. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى تدرك أهمية هذا الإجراء كجزء لا يتجزأ من دعم العملية الديمقراطية والمشاركة الفعالة في بناء مستقبل البلاد عبر اختيار ممثليهم في مجلس النواب.
في الختام، فإن قرار تعطيل الدراسة يومي الاثنين والثلاثاء 10 و11 نوفمبر 2025 هو إجراء تنظيمي روتيني ومدروس، يهدف إلى تسهيل إجراء انتخابات مجلس النواب المقبلة وضمان بيئة آمنة ومنظمة للناخبين واللجان على حد سواء. ويعكس هذا القرار التزام الدولة بتوفير كل الإمكانيات لإنجاح العملية الديمقراطية، مع الحرص في الوقت نفسه على تقليل الأثر على المسيرة التعليمية قدر الإمكان.





