فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك في انتخابات تاريخية
في تحول سياسي لافت، حقق المرشح الشاب عن الحزب الديمقراطي، زهران ممداني، فوزاً حاسماً في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك، ليصبح بذلك أول عمدة مسلم يتولى هذا المنصب الرفيع في المركز المالي للولايات المتحدة. جاء هذا الانتصار بعد سباق انتخابي وُصف بالاستثنائي، حيث تمكن ممداني من التغلب على شخصية سياسية نافذة، وهو الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو.

خلفية السباق الانتخابي
دخل أندرو كومو، الذي شغل منصب حاكم ولاية نيويورك لمدة 11 عاماً، السباق كمرشح مستقل، في محاولة للعودة إلى الساحة السياسية بعد فترة من الابتعاد. ورغم تاريخه الطويل مع الحزب الديمقراطي، إلا أن قراره خوض الانتخابات بشكل مستقل أشار إلى استعداده للاستفادة من تحالفات سياسية غير تقليدية. حظيت حملة كومو بدعم كبير من دوائر المال والأعمال المؤثرة في المدينة، والتي رأت فيه مرشحاً يمثل الاستمرارية والاستقرار الاقتصادي.
في المقابل، بنى زهران ممداني حملته على أساس برنامج تقدمي، مستهدفاً قاعدة الناخبين الشباب والتنوع السكاني الواسع في المدينة. وقدّم نفسه كبديل للسياسات التقليدية، مركزاً على قضايا العدالة الاجتماعية وإصلاح الخدمات العامة، مما أكسبه زخماً كبيراً في أوساط الدوائر الديمقراطية الصاعدة.
تحالفات غير متوقعة وديناميكيات الحملة
من أبرز مفاجآت هذه الانتخابات كان الدعم السياسي المعلن الذي حصل عليه كومو من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. جاء هذا الدعم على الرغم من الخلافات العميقة والاشتباكات الإعلامية الشرسة التي وقعت بين الرجلين في الماضي، خاصة خلال إدارتهما لأزمة جائحة "كوفيد-19". وقد فُسّر هذا التحالف النادر بأنه خطوة تكتيكية تهدف إلى توحيد القوى المناهضة للتيار التقدمي الذي يمثله ممداني، بغض النظر عن الانتماءات الحزبية السابقة.
ركزت الحملات الانتخابية على التباين الواضح بين المرشحين: كومو، السياسي المخضرم الذي يمتلك شبكة علاقات واسعة، وممداني، الوجه الجديد الذي يمثل التغيير والطموحات السياسية لجيل جديد. وقد نجح ممداني في حشد قاعدة شعبية واسعة أمنت له الفوز في نهاية المطاف.
أهمية النتائج ودلالاتها
يُعد فوز ممداني حدثاً تاريخياً ليس فقط لمدينة نيويورك، بل للسياسة الأمريكية بشكل عام. فهو يمثل نقطة تحول مهمة تعكس التغيرات الديموغرافية والثقافية في واحدة من أكثر مدن العالم تنوعاً. كما يُنظر إلى هذه النتيجة على أنها انتصار كبير للجيل الجديد من السياسيين داخل الحزب الديمقراطي. من أبرز دلالات هذا الفوز:
- أصبح ممداني رمزاً للتمثيل السياسي المتزايد للأقليات في المناصب القيادية بالولايات المتحدة.
- شكلت هزيمة كومو ضربة قوية لمحاولته العودة إلى السلطة وإشارة إلى رغبة الناخبين في التغيير.
- أكدت الانتخابات على قدرة المرشحين التقدميين على تحقيق انتصارات في معاقل سياسية كبرى.





