مخاوف إسرائيلية متزايدة بعد فوز زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك
أثار الفوز المفاجئ للسياسي التقدمي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، إحدى أهم المدن في العالم، موجة من القلق العميق في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية. ويُنظر إلى هذا التطور، الذي تم تأكيده في وقت سابق من هذا الأسبوع، على أنه تحول كبير في السياسة المحلية الأمريكية قد تكون له تداعيات تتجاوز حدود المدينة لتصل إلى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على المستوى الوطني.

خلفية الحدث وسيرة المرشح
برز زهران ممداني، وهو سياسي أمريكي من أصول شرق أوسطية، كشخصية بارزة في الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي. بنى حملته الانتخابية على منصة ركزت على العدالة الاجتماعية، وإصلاح الشرطة، والإسكان الميسور التكلفة. ولكن ما ميز حملته بشكل خاص هو مواقفه الصريحة والعلنية من السياسة الخارجية، وتحديداً القضية الفلسطينية، وهو أمر نادر الحدوث في الانتخابات المحلية الأمريكية. طوال حملته، انتقد ممداني بشدة سياسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ودعا إلى إعادة تقييم المساعدات الأمريكية لإسرائيل، وربطها بمدى احترامها للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
أسباب القلق الإسرائيلي
ينبع القلق الإسرائيلي من فوز ممداني من مجموعة من العوامل المترابطة التي تتجاوز مجرد التصريحات السياسية. فمدينة نيويورك ليست مجرد مدينة أمريكية عادية، بل هي مركز مالي وثقافي عالمي، وتضم أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل. ويعتقد المسؤولون والمحللون في إسرائيل أن وصول شخصية بمواقف ممداني إلى هذا المنصب الرفيع قد يؤدي إلى عدة تحديات:
- التأثير الرمزي: إن تولي شخصية تنتقد إسرائيل بشكل علني قيادة مدينة بحجم نيويورك يمثل ضربة رمزية كبيرة. فهذا يعكس تغيراً في المزاج العام لدى شرائح مهمة من الناخبين الأمريكيين، بمن فيهم الشباب والناخبون من الأقليات، الذين أصبحوا أكثر تعاطفاً مع الرواية الفلسطينية.
- النفوذ السياسي: يخشى مراقبون في إسرائيل من أن يستخدم ممداني منصبه كعمدة للتأثير على السياسة الوطنية. فعمدة نيويورك شخصية ذات وزن سياسي كبير داخل الحزب الديمقراطي، ويمكن أن يدفع باتجاه تبني الحزب مواقف أكثر تشدداً تجاه إسرائيل.
- العلاقات الاقتصادية والثقافية: ترتبط نيويورك وإسرائيل بعلاقات اقتصادية واستثمارية وثيقة. وتوجد مخاوف من أن يؤثر فوز ممداني على هذه العلاقات، سواء عبر قرارات استثمارية لصناديق التقاعد التابعة للمدينة أو من خلال تشجيع حركات المقاطعة الثقافية أو الأكاديمية.
- تغير في مواقف الجالية اليهودية: يُعتبر فوز ممداني مؤشراً على وجود انقسام متزايد داخل الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، حيث تبتعد الأجيال الشابة عن الدعم غير المشروط لإسرائيل وتتبنى مواقف أكثر انتقاداً لسياساتها.
التداعيات المحتملة وردود الفعل
في أعقاب إعلان النتائج، سارعت شخصيات سياسية إسرائيلية من مختلف الأطياف إلى التعبير عن قلقها، حيث وصفت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية فوزه بأنه "تطور مقلق". وعلى الصعيد الأمريكي، بينما احتفلت المنظمات التقدمية والحقوقية بالفوز باعتباره انتصاراً للعدالة، أبدت جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل تخوفها من المرحلة المقبلة. يرى محللون أن الأشهر القادمة ستكون حاسمة لمراقبة كيفية ترجمة ممداني لمواقفه الانتخابية إلى سياسات فعلية، ومدى تأثيره على الخطاب السياسي العام في الولايات المتحدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.





