جريمة تهز مصر: أب يقتل زوجته ورضيعه وينشر صور الجريمة على فيسبوك
في واقعة صادمة أثارت فزعًا واسعًا في المجتمع المصري خلال أواخر عام 2023، أقدم صيدلي شاب في محافظة الدقهلية على ارتكاب جريمة مروعة بحق أسرته، حيث أقدم على قتل زوجته وطفلهما الرضيع، ثم قام بنشر صور جثتيهما عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". الحادثة، التي كُشفت تفاصيلها المأساوية عبر الفضاء الإلكتروني، تحولت إلى قضية رأي عام، مسلطة الضوء على قضايا العنف الأسري والصحة النفسية.
تفاصيل الجريمة والكشف عنها
وقعت الجريمة في إحدى قرى مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية. بدأت خيوط القضية تتكشف عندما لاحظ أصدقاء وأقارب الزوج منشورًا صادمًا على صفحته على فيسبوك. تضمن المنشور صورًا للضحيتين، الزوجة والطفل الرضيع، وهما مفارقان للحياة، مصحوبة بعبارات غير متماسكة تحدث فيها عن تخليصهما من "شقاء الدنيا" وأنه قرر إرسالهما إلى الجنة قبل أن يلحق بهما. أثار المنشور حالة من الذعر، وسارع الأهالي وأسرة الزوجة إلى إبلاغ السلطات الأمنية التي انتقلت فورًا إلى مكان الحادث.
عند وصول قوات الأمن إلى شقة الزوجية، عثروا على جثتي الأم ورضيعها، وبدأت على الفور إجراءات التحقيق وجمع الأدلة. وقد أظهرت المعاينات الأولية أن الوفاة نتجت عن الخنق، وهو ما أكدته التحقيقات لاحقًا.
خلفية الحادث ودوافع المتهم
كشفت التحقيقات الأولية وشهادات المقربين أن المتهم، وهو صيدلي يبلغ من العمر حوالي 26 عامًا، كان يمر بأزمة نفسية حادة مصحوبة بضائقة مالية. أفاد بعض الجيران والشهود بأنه كان يعاني من تغيرات سلوكية في الفترة الأخيرة قبل وقوع الجريمة. المنشور الذي كتبه على فيسبوك قبل تسليم نفسه بقليل، والذي اعتبره الكثيرون بمثابة اعتراف بالجريمة، أشار إلى مفاهيم مشوشة حول الخلاص والموت، مما عزز الشكوك حول سلامة قواه العقلية وقت ارتكاب الفعل.
ذكر المتهم في منشوره أنه اتخذ هذا القرار "لإنقاذ" زوجته وابنه من المعاناة في الحياة، مدعيًا أنه يحبهما وأراد لهما حياة أفضل في الآخرة. هذه التبريرات غير المنطقية دفعت النيابة العامة إلى اتخاذ قرار حاسم بشأن حالته النفسية.
تحقيقات السلطات والمسار القانوني
بعد ساعات قليلة من اكتشاف الجريمة، تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على الزوج المتهم، الذي لم يبد مقاومة تذكر. اعترف المتهم بارتكابه الجريمة في التحقيقات الأولية، مكررًا الدوافع غير المفهومة التي ذكرها عبر الإنترنت.
أمرت النيابة العامة بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، كما قررت عرضه على لجنة من الطب النفسي الشرعي لتقييم حالته العقلية والنفسية وتحديد مدى مسؤوليته الجنائية عن أفعاله. يعتبر هذا الإجراء محوريًا في تحديد مسار القضية، حيث سيعتمد الحكم بشكل كبير على ما إذا كان المتهم مدركًا لأفعاله وقت ارتكابها. أثارت الجريمة موجة غضب عارمة على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، حيث طالب المستخدمون بإنزال أقصى عقوبة على الجاني، بينما دعا آخرون إلى ضرورة الاهتمام بملف الصحة النفسية وتقديم الدعم لمن يعانون من اضطرابات قد تدفعهم لارتكاب مثل هذه الأفعال المأساوية.





