جولة مميزة للفنانة سميرة أحمد والإعلامي محمود سعد بتوكتوك في الدرب الأحمر
شهدت شوارع منطقة الدرب الأحمر التاريخية بالقاهرة حدثاً لافتاً تمثل في استضافة الإعلامي الكبير محمود سعد للفنانة القديرة سميرة أحمد ضمن حلقة خاصة من برنامجه الشهير "باب الخلق"، والتي بثت على قناة النهار. اللافت في هذه الاستضافة كان اختيار وسيلة نقل غير تقليدية لهذه الجولة، حيث استقلا معاً "توكتوك" للتجول في أزقة وشوارع هذه المنطقة العريقة، في مشهد أثار اهتمام المتابعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
تُعد هذه الحلقة جزءاً من منهج برنامج "باب الخلق" الذي يقدمه الإعلامي محمود سعد، والذي يحرص دائماً على الخروج عن نمط المقابلات التلفزيونية التقليدية. يهدف البرنامج إلى استكشاف جوانب مختلفة من الحياة المصرية، الثقافية والاجتماعية والتاريخية، من خلال استضافة شخصيات عامة في مواقع حيوية وأصيلة تعكس روح المكان. وقد جاءت فكرة التجول بالتوكتوك في الدرب الأحمر لتعزيز هذا التوجه، وتقديم تجربة فريدة تجمع بين عراقة المكان وبساطة وسيلة النقل.
خلفية وأهمية الحدث
تتمتع الفنانة سميرة أحمد بتاريخ فني عريق يمتد لعقود، وقد قدمت خلاله أعمالاً سينمائية وتلفزيونية خالدة تركت بصمة واضحة في الذاكرة الفنية المصرية والعربية. ظهورها في مثل هذه الجولات الميدانية، بعيداً عن استوديوهات التصوير المعتادة، يمثل فرصة للجمهور لمشاهدة جانب إنساني ومختلف من حياة نجمة بحجمها. كما أن محمود سعد يشتهر بأسلوبه الصحفي العميق وقدرته على استخلاص تفاصيل شيقة من ضيوفه، مما يضفي على أي لقاء يقدمه قيمة إضافية.
- الدرب الأحمر: تُعتبر منطقة الدرب الأحمر من أقدم وأغنى المناطق التاريخية في القاهرة. تزخر بالآثار الإسلامية الشاهدة على عصور مختلفة، وتتميز بشوارعها الضيقة ومنازلها القديمة وأسواقها التقليدية وحرفها اليدوية الأصيلة. اختيار هذه المنطقة لم يكن عشوائياً، بل يعكس رغبة في تسليط الضوء على كنوز القاهرة الخفية والتفاعل مع سكانها البسطاء.
- برنامج "باب الخلق": على مدار سنوات بثه، نجح برنامج "باب الخلق" في بناء قاعدة جماهيرية واسعة بفضل محتواه المتنوع والمبتكر. يركز البرنامج على قصص النجاح الملهمة، التحديات الاجتماعية، والفنون والتراث، مقدماً كل ذلك بأسلوب صحفي يجمع بين الجدية والخفة، ويعتمد على التفاعل المباشر مع البيئة المحيطة.
تفاصيل الجولة ومحاور النقاش
بثت قناة النهار حلقة خاصة من برنامج "باب الخلق" مساء الخامس عشر من فبراير 2024، استضاف فيها الإعلامي محمود سعد الفنانة الكبيرة سميرة أحمد في جولة غير تقليدية. استهل الضيفان جولتهما بالتوكتوك في قلب الدرب الأحمر، مروراً بعدد من المعالم الأثرية والمناطق السكنية القديمة. خلال الجولة، دار حديث شيق بين سميرة أحمد ومحمود سعد تناول عدة محاور:
تطرقت الفنانة القديرة إلى ذكرياتها مع القاهرة القديمة، وكيف تغيرت ملامح المدينة عبر العقود، مستحضرةً صوراً من بداياتها الفنية والعقبات التي واجهتها. كما ناقش الإعلامي محمود سعد معها التحديات التي تواجه صناعة السينما والتلفزيون في الوقت الحالي، والتغيرات في أذواق الجمهور. ولم تخلُ الجولة من التفاعل مع سكان المنطقة، الذين أظهروا ترحيباً وحباً كبيراً للفنانة، مما أضفى طابعاً عفوياً ودافئاً على الحلقة. ركزت الكاميرا على تفاصيل الحياة اليومية في الدرب الأحمر، من الباعة الجائلين إلى الحرفيين، مقدّمةً صورة بانورامية للمنطقة من منظور إنساني وثقافي.
تأثير ومغزى الحلقة
حظيت الحلقة بصدى واسع وإيجابي بين المشاهدين، وعكست نجاحاً في دمج الترفيه الثقافي مع تسليط الضوء على التراث المصري. إن اختيار التوكتوك كوسيلة للتنقل في هذه المنطقة المزدحمة لم يكن مجرد لفتة مبتكرة، بل رمزاً للتواضع والقدرة على الاندماج في نسيج الحياة اليومية للمصريين. هذه الجولة لم تكن مجرد مقابلة تلفزيونية، بل كانت بمثابة دعوة لاكتشاف القاهرة بعين جديدة، وتقدير قيمة المناطق التاريخية والاحتفاء بشخصياتنا الفنية الكبيرة التي ما زالت قادرة على العطاء والتأثير.
أكدت الحلقة على دور الإعلام في تقديم محتوى هادف وجذاب في آن واحد، من خلال الجمع بين نجمة بحجم سميرة أحمد وإعلامي متمرس كـمحمود سعد، في إطار بصري وثقافي غني هو الدرب الأحمر. وقد لاقت صور الفنانة وهي تستقل التوكتوك تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الكثيرون بروحها الشبابية وتواضعها، وبفكرة البرنامج التي تكسر الحواجز بين النجوم والجمهور.
