حسين فهمي يؤكد دور فاروق حسني في إرساء حجر أساس المتحف المصري الكبير
في تصريحات أدلى بها مؤخرًا، سلط الفنان القدير حسين فهمي الضوء على الدور المحوري الذي لعبه وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني في إطلاق مشروع المتحف المصري الكبير (GEM). تأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالمتحف الذي يُعد صرحًا ثقافيًا عالميًا، حيث أكد فهمي أن حسني هو من وضع حجر الأساس للمشروع وابتكر الفكرة الأصلية لإنشاء متحف بهذا الحجم والأهمية، ليصبح أحد أبرز المتاحف في العالم.

خلفية تاريخية: رؤية فاروق حسني للمتحف
تُعد فترة تولي فاروق حسني وزارة الثقافة في مصر، والتي امتدت لأكثر من عقدين، علامة فارقة في المشهد الثقافي المصري. خلال هذه الحقبة، برزت رؤيته الطموحة للحفاظ على التراث المصري العريق وعرضه بطريقة تليق بحضارة تمتد لآلاف السنين. فكرة المتحف المصري الكبير لم تكن مجرد مشروع عابر، بل كانت تجسيدًا لرغبة قوية في توفير مساحة عرض حديثة ومتطورة تستوعب العدد الهائل من الآثار المصرية، وتحديدًا تلك الخاصة بالملك الذهبي توت عنخ آمون، والتي كانت تعاني من ضيق المساحة في المتحف المصري بالتحرير.
وفقًا للتصريحات، كان حسني يدرك ضرورة بناء صرح ثقافي ضخم يلبي المعايير الدولية ويعزز مكانة مصر كمركز عالمي للأثريات. وقد بدأت الجهود الأولية في عهده، وشملت وضع التصورات الأولية للمتحف والبحث عن الموقع المناسب الذي يتناسب مع حجم المشروع وطموحاته. يعتبر وضع حجر الأساس إشارة رمزية قوية لبداية فعلية للمشروع، حتى وإن استغرقت مراحل التنفيذ عقودًا لاحقة.
المتحف المصري الكبير: صرح حضاري يرى النور
يُعد المتحف المصري الكبير، الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة، أحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم، ويهدف إلى أن يصبح أكبر متحف أثري في العالم يضم حضارة واحدة. تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 490 ألف متر مربع، ويُتوقع أن يستوعب أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، منها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي ستُعرض لأول مرة مجتمعة منذ اكتشافها. وقد مر المشروع بمراحل متعددة من التخطيط والبناء والتمويل، بمساهمات محلية ودولية كبيرة، خصوصًا من اليابان.
بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب والتحديات الإنشائية، شهد المتحف افتتاحات جزئية وافتتاحات تجريبية لبعض قاعاته، استعدادًا للافتتاح الرسمي المرتقب الذي سيجذب أنظار العالم. يمثل المتحف قفزة نوعية في مجال عرض وحفظ الآثار، مزودًا بأحدث التقنيات الرقمية ومراكز الترميم العالمية، مما يعزز تجربته لزوار من مختلف أنحاء العالم.
سياق التصريحات وأهميتها
تكتسب تصريحات حسين فهمي أهمية خاصة في سياق تقييم الجهود الجماعية والفردية التي ساهمت في إنجاز مشروع بحجم المتحف المصري الكبير. فالمشاريع الوطنية الكبرى غالبًا ما تتطلب تضافر جهود عدة إدارات وحكومات وشخصيات على مدار فترات زمنية طويلة. تسهم هذه التصريحات في إثراء النقاش حول من يستحق التقدير عن المبادرات الأولية والرؤى التي شكلت حجر الزاوية لهذه الإنجازات.
ويُمكن أن تُفهم هذه التصريحات على أنها محاولة لتوثيق الجانب التاريخي لمراحل نشأة المشروع، وتقدير دور الشخصيات التي قامت بالخطوات الأولى الحاسمة، حتى لو لم يكونوا موجودين عند اكتمال المشروع وقطف ثماره. فإرساء حجر الأساس لا يقل أهمية عن إنجاز اللمسات النهائية، كلاهما يمثلان حلقات أساسية في سلسلة بناء أي صرح عظيم.
تأثير التصريحات على الساحة الثقافية
من المتوقع أن تثير تصريحات حسين فهمي نقاشًا أوسع في الأوساط الثقافية والإعلامية حول الإرث الثقافي لـفاروق حسني والدور الذي لعبه في حماية وتطوير التراث المصري. فبعيدًا عن الجدل، تُسهم هذه الشهادات في بناء سجل أكثر اكتمالًا لتاريخ المشاريع الثقافية الكبرى في مصر، وتُبرز أن النجاحات الكبيرة هي نتاج تضافر جهود وعقول عبر أجيال مختلفة من المسؤولين والمفكرين والمبدعين.
في الختام، تُذكّرنا هذه التصريحات بأن تقدير الجهد البشري والرؤية الطموحة يظل جزءًا لا يتجزأ من أي إنجاز حضاري. ومع اقتراب المتحف المصري الكبير من تحقيق كامل إمكاناته، تستمر الأصوات في تسليط الضوء على كافة المراحل التي أسهمت في هذا الصرح العظيم، بدءًا من فكرة وحجر الأساس الذي وضعه فاروق حسني، وصولاً إلى الافتتاح الذي سيُقدم كنوز مصر للعالم.





