حقيقة الادعاءات حول تبرعات شركات كبرى لبناء قاعة رقص في عهد ترامب بالبيت الأبيض
انتشرت معلومات تشير إلى أن مجموعة من الشركات الأمريكية الكبرى، بما في ذلك أبل، وأمازون، ومايكروسوفت، وغوغل، قد قدمت تبرعات لتمويل بناء قاعة رقص ضخمة اقترحها الرئيس السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض. ومع ذلك، فإن التحقق من هذه الادعاءات عبر مصادر إخبارية موثوقة وتقارير رسمية لا يُظهر أي دليل يدعم صحتها، مما يثير شكوكًا جدية حول مصداقيتها.

خلفية الادعاء
وفقًا للمعلومات المتداولة، قيل إن إدارة ترامب خططت لإنشاء قاعة رقص فاخرة تمتد على مساحة 90 ألف قدم مربع، وهو حجم هائل يتجاوز مساحة البيت الأبيض نفسه البالغة حوالي 55 ألف قدم مربع. كما تم تداول قائمة بالشركات المانحة المزعومة، والتي تضمنت عمالقة التكنولوجيا والدفاع مثل لوكهيد مارتن وميتا. ورغم أن مصدر الادعاء الأصلي أشار إلى شبكة (CNN)، إلا أن البحث في أرشيف الشبكة لا يكشف عن أي تقرير يؤكد هذه القصة.
غياب الأدلة والتغطية الإعلامية
خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الممتدة من عام 2017 إلى 2021، لم تعلن الإدارة الأمريكية أو أي جهة رسمية عن مشروع بهذا الحجم أو الطبيعة. إن أي تعديل معماري كبير على البيت الأبيض، وهو معلم تاريخي وطني، كان سيتطلب موافقات معقدة وتغطية إعلامية واسعة، وهو ما لم يحدث. عادةً ما يتم تمويل التجديدات والتحسينات في البيت الأبيض من خلال "جمعية البيت الأبيض التاريخية"، وهي منظمة غير ربحية توثق تبرعاتها وعملياتها بشفافية، ولا يوجد في سجلاتها ما يشير إلى هذا المشروع.
تحليل الوقائع
يشير غياب أي توثيق رسمي أو تغطية إعلامية من وكالات الأنباء الكبرى إلى أن هذه القصة على الأرجح غير صحيحة أو أنها نشأت من مصدر ساخر أو معلومات مضللة. النقاط الرئيسية التي تدحض هذا الادعاء تشمل:
- الحجم غير المنطقي: بناء هيكل بمساحة 90 ألف قدم مربع ضمن مجمع البيت الأبيض يُعتبر أمرًا غير ممكن لوجستيًا ومعماريًا دون إحداث تغييرات جذرية وواضحة للعيان.
- انعدام المصادر الموثوقة: لا يوجد أي تقرير صحفي موثوق من مؤسسات إعلامية رئيسية يؤكد وجود مثل هذه الخطة أو التبرعات المزعومة.
- غياب السجلات الرسمية: لم تصدر أي بيانات صحفية من البيت الأبيض أو إفصاحات مالية من الشركات المذكورة تؤكد مشاركتها في مشروع من هذا القبيل.
في الختام، وعلى الرغم من انتشار الخبر، تشير كافة الدلائل المتاحة إلى أن قصة تبرع الشركات الكبرى لبناء قاعة رقص ضخمة في البيت الأبيض خلال فترة ترامب هي مجرد ادعاء لا أساس له من الصحة ويفتقر إلى أي دليل واقعي يدعمه.




